دوّر يمكن تلاقي

بحث مخصص

الثلاثاء، ٢٣ نوفمبر ٢٠١٠

اقــتـــل حــزنـــك




لا أجيد كتابة اليوميات، ولا أحبها.. حاولت منذ سنوات بعيدة أن أحرص على تدوين يومياتي في كشكول كبير.. معتقدًا أنه لن يكفيني وسأحتاج لأكثر من واحد.. كان ذلك منذ زمن بعيد، حين كنت في الثانوية العامة. واستمر الوضع لمدة أسبوع.. لأكتشف بعدها أنني صرت أكتب اليوميات أكثر مما أقوم بها في الواقع..

فإن قمت للأكل، عدت بسرعة للكشكول وكتبت: لقد أكلت الآن..

أذهب للمذاكرة، فأفتح الكشكول وأكتب: سأذاكر الآن إن شاء الله.. وبعد ساعتين أو ثلاثة أفتحه مجددًا وأكتب: للأسف لم أذاكر حرفًا واحدًا..

ثم استنتجت الاستنتاج الأعظم، لقد بدأت كتابة اليوميات ليس لأنني رئيس دولة يكتب مذكراته، مثلما يفعل الحاج بوش الآن، وليس لأنني محمد علي كلاي، بل لأنني طالب ثانوية عامة، ولابد أن أبتكر شيئًا يلهيني عن المذاكرة..

لكن بعض الأحداث اليومية التي قد تقع لي، أو ربما تقع لغيري ممن حولي، جديرة بالتدوين والتخزين في ذاكرة مكتوبة، وهو ما يُعد أفضل بكثير من التخزين في ذاكرة دماغية تتجدد من تلقاء نفسها كل نصف ساعة، وهنا أتحدث عن ذاكرتي التي تتذكر الأشياء بمزاجها وليس لأنني أريدها أن تتذكر.

ومع ذلك، فإن الإنسان حين يقرر تدوين ما يستحق أن يحتفظ به من ذكريات، يجد أن أغلبها هي ذكريات كئيبة، حزينة، وكأنما لم يعد هناك مجال للذكريات المفرحة السعيدة.. هل لأن الأشياء السعيدة لم تعد تحدث؟ طبعًا هذا مستحيل نظريًا وعمليًا وفيزيائيًا وكله كله.. وعلى الوجه الآخر نجد أنه من المستحيل أيضًا أن تكون الحياة كلها كآبة وحزن وسواد في سواد..

الإنسان لديه ميل فطري للحزن، ويجد فيه لذة غير طبيعية، لذلك -في رأيي- لا ينتبه إلا للحظات الحزن فقط، وتمر عليه لحظات السعادة فلا يراها أو يظنها فترة استراحة بين كآبة وأخرى فلا يكترث بها.. لذلك فأنا أتمنى وأدعو لتذكر اللحظات الحلوة.. والتركيز عليها، وإبرازها وتضخيمها.. اجعلوها تأخذ حيزًا كبيرًا من الفراغ فلا تسمح للحظات الأخرى بالتمدد والتوسع في أرضية حياتك وسمائها وعلى جدرانها.. 

تذكر كيف ابتسمت اليوم، واكتب الموقف بالتفصيل وتمعن فيه وابتسم معه مجددًا.. تذكري كيف طافت بجوانحك السعادة ذات مرة فمسحت دمعة سالت على خدك، واكتبيها وابرزي معالمها وتأمليها.. 

الحزن والكآبة يأخذان معهما بريقنا، يأكلان حياتنا ويخرجان فضلاتها حزنًا أكثر وكآبة أشد سوادًا، وقود الحزن هو الحزن.. فدعونا نقطع عنه الإمدادات، ونسمح لقوات السعادة بالعبور وتدمير خط البؤس المنيع والساتر الكئيب.. 

اقتل حزنك واصنع سعادتك بنفسك.. ولا تجعل الأمر يتوقف عندك، انطلق وانشر الأمر حولك في كل مكان.. وابدأ بنفسك.. 

لا يوجد للحزن مكان كبير بيننا بعد الآن.. له مكانه الطبيعي أما أكبر من هذا فلا..

الاثنين، ١٥ نوفمبر ٢٠١٠

كـل عـام وأنـتـم بـخـيـر



كل عام وأنتم بخير بمناسبة

عيد الأضحى المبارك

أعاده الله عليكم بالخير دومًا

والعام القادم يكون أحدنا أو كلنا فوق جبل عرفات بإذن الله


الثلاثاء، ٩ نوفمبر ٢٠١٠

واحـــة الــشــروق ( 1 )ـ


واحــــــة الشــــــروق

-مغامرات على أرض الواحات البحرية-

-( 1 )-

في الفترة ما بين 6 - 14 مارس 2007، ذهبت في رحلة دراسية إلى الواحات البحرية كمشروع تخرج من قسم الجغرافيا.. لماذا الواحات البحرية بالذات؟ سؤال لم توجد إجابة له إلا عند أساتذة القسم الذين رأوا أن مرسى مطروح لم تعد مكانًا صالحًا لمشروعات التخرج، بينما الواحات البحرية التي تبعد عن القاهرة فقط حوالي 365 كيلومتر فما بالكم ببعدها عن الإسكندرية، هي الأرض البكر التي لم يكتشفها أحد بعد..

طبعًا كان الأمر بالنسبة لي مفزعًا وأنا الذي أذهب للكلية -التي تقع على بعد 10 كيلومتر تقريبًا من البيت- بصعوبة بالغة وربما أراها في المناسبات السعيدة فقط، كالامتحانات الشفوي التي كنت أقابل فيها أساتذة القسم للمرة الأولى.. أو امتحانات آخر العام أو وقت استخراج الكارنيه وهذه الأشياء اللطيفة..

ملت على أول زميل قابلته في ردهة القسم وسألته: هو أنا لازم أروح الواحات؟

قال لي وهو يتساءل بداخله عن علاقتي بالأمر، ربما لأنه يراني للمرة الأولى: آه لازم.. ده مشروع تخرج والرحلة لوحدها عليها 75 % من درجة المشروع..

قلت في بالي بخيبة أمل: لو الدرجات دي على رحلة القاهرة والأهرامات كان زماني باجيب امتياز كل سنة..

ذهبت للمعيد المسئول عن تسجيل الأسماء وطلبت منه تسجيل اسمي فأخرج الكشوفات التي لديه ثم قال: انت جاي متأخر..

قلت في ذعر: ليه هو الأوتوبيس طلع؟

قال: لسه فاضل أسبوعين بس كان لازم تيجي من زمان تسجل اسمك.. المهم أنا هحطك في المجموعة الاقتصادية..

هكذا أصبح المشروع بالنسبة لي جحيمًا، فالاقتصاد هو آخر شيء أحبه وأفهمه في التاريخ، ولو أن آدم سميث نفسه جاء يشرح لي الاقتصاد لمات كمدًا مرة أخرى.. قلت له: مفيش مجموعة تانية تدخلني فيها؟ لو مجال صناعي يبقى حلو..

نظر لي شزْرًا ثم كتب اسمي بالقلم الجاف في آخر كشف المجموعة الاقتصادية بينما أسماء كل الطلبة مطبوعة بالكمبيوتر، هذه فائدة كتابة اسمك مبكرًا على ما يبدو.. شكرته بشدة واستدرت لأغادر المكان.. هنا صاح بلهجة بوليسية: استنى عندك!!

تجمدت مكاني خوفًا، لقد اكتشف في اللحظة الأخيرة أنني نصبت عليه وصرفت شيكًا بدون رصيد، دائمًا ما يكتشفونها في اللحظة الأخيرة، فاندفع الأدرينالين في عروقي وكدت أقفز من النافذة ثم تذكرت أنني لم أقدم له شيكًا بدون رصيد وأننا لسنا في بنك أصلا.. فعدت أستدير نحوه متسائلا عن سبب إيقافي، فأجاب: تيجي بكرة تدفع 285 جنيه..

قلت: لييييه؟؟؟ هي الرحلة كلها طالعة على حسابي؟

قال: دي مصاريف المشروع.. تدفع هتطلع مش هتدفع مش هتطلع وهتسقط..

قلت: طيب حاضر أمري لله..

استدرت من جديد لأغادر ثم توقفت ظنًا مني أنه سيناديني ببوليسية مجددًا إلا أنه لم يفعل، فغادرت المكان في سلام.. وحين استرقت نظرة للوحة إعلانات القسم وجدت لوحة أطول من مسلة واشنطن مكتوب فيها تفاصيل كثيرة عن المشروع.. النزول في فندق وهناك ثلاث وجبات، والذهاب في أوتوبيسات مكيفة.. المشرفون على الرحلة مجموعة من أفخم الأساتذة اسمًا في القسم وهذه حقيقة فعلا، رغم اشتهار أحدهم بالصرامة المبالغ فيها إلا أنه قيمة علمية تحترم..

عدت للمنزل أضرب أخماسًا في أسداس وأطرح الناتج من أسباع وأقسمه على أثمان حتى أصبت باحولال، فأيامها كان عندي سايبر -الله يرحم أيامه- وكنت أديره من الألف للياء، فكيف أتركه لمدة أسبوع كامل؟ وماذا عن صينية التورلي -الخضروات المُشَكَلة لمن لا يعرفها- التي ستطهوها الحاجة يوم 9 مارس؟

هكذا قضيت خمسة عشر يومًا أقفز من الفراش في الرابعة فجرًا صارخًا: متقتلنيش يا آدم سمييييييث..

ليهرع أبي ممسكًا بأي شيء يجده في طريقه -مرة هرع حتة هرعة وهو ماسك أخويا الصغير في إيده بعد ما افتكره عصاية في الضلمة- متسائلا عن المجرم الذي يهاجمني في الفجر وأنا اعرف اسمه الثنائي، فأخبره أن لا يخف إن هو إلا كابوس..

أو أشير بيدي لمشروع -ميكروباص إسكندراني يعني- وأميل على السائق هاتفًا: الواحات ياأسطى؟

ثم أنطلق جريًَا قبل أن يفتك بي السائق الذي يسير في الطريق متمنيًا خناقة..

واستمرت الأيام على هذا الحال.. أحاول إقناع الحاجة بتبكير موعد التورلي فتجعله قبل 6 مارس، فتهز رأسها بالرفض القاطع، قائلة أن الجدول سيختل بهذه الطريقة، وأن تغيير نمط الأكل بطريقة مفاجئة سيؤدي إلى أضرار جسيمة على صحة الإنسان، وقد يؤدي لانقراض ذكر الماموث!!

دبرت المبلغ المطلوب وذهبت لدفعه، ثم قام المُعيد بصنع علامة بقلمه الأحمر أمام اسمي الذي لا يزال مكتوبًا بالقلم الجاف وليس مطبوعًا بالكمبيوتر، ليؤكد أنني دفعت نفقة الرحلة وهو ينظر لي نظرة يعني بها أن أنصرف من أمامه في التو واللحظة..

كنت أفكر في أمور عديدة كلما اقترب موعد قيام الرحلة، صراحة أنا لم أكن أعرف أي طالب من طلاب دفعتي إلا قليلا، وهؤلاء القلة كانوا في مجموعة أخرى سافرت في الأسبوع السابق لأسبوع رحلتي.. كما أنني لم أكن يومًا من هؤلاء الطلبة الذين يعقدون علاقات ناجحة مع أساتذة القسم، فتجده ليل نهار عنده في المكتب يراجع معه شيء أو يسأله عن معلومة.. أو تجده يمزح مع هذا المُعيد.. بينما أنا لا علاقة لي بأي إنسان هنا إطلاقًا.. 

كيف إذن سأقضي سبعة أيام وسط مجموعة كبيرة من الطلبة، وثلاثة من الأساتذة وأربعة من المُعيدين، وعم (يوسف) ساعي القسم الذي أحببته كثيرًا خلال هذه الرحلة،بعد أن كنت أحسبه مخبرًا يعمل في قسم الجغرافيا متخفيًا في مهنة ساعي؟!!

كيف سأبيت في غرفة واحدة مع ثلاثة طلبة لم أرهم في حياتي من قبل؟ 

كيف وكيف وكيف وكيف.. سلسلة من الأسئلة التي تبدأ بأداة الاستفهام: كيف!! ولم أجد لها إجابات طوال وقت انتظاري للرحلة.. 

حتى جاء اليوم الموعود، كنت عرفت أن السفر سيكون في الثانية بعد منتصف الليل من أمام باب الكلية بشارع بورسعيد، والتجمع يبدأ من الثانية عشرة ليلا.. هكذا بدأت أعد حقيبتي قبلها باثنتي عشرة ساعة كاملة.. أضع كراس كبير تكفي أوراقه لإعادة تدوين ثلاثية تولكين "سيد الخواتم" عليها.. مجموعة أقلام تكفي أحبارها لكتابة المجموعة سالفة الذكر.. أقلام رصاص.. كتاب: تعلم فن الاقتصاد في 24 ساعة بدون معلم -وهذا الكتاب اتضح أنه عن فن الطهي للأسف- لمؤلفه عبد الحميد سميث.. كتاب حدث في أنتيكا لتامر أحمد -أيامها كان لسه جديد بقاله شهرين في المكتبات- ولم أكن قد أكملت قراءته بعد.. بعض روايات رجل المستحيل وما وراء الطبيعة.. شاحن الموبايل.. فرشتا الشعر والأسنان.. منشفة (فوطة يعني).. ماكينة حلاقة حتى لا أعود من هناك خليفة لإنسان الكهف.. شبشب طبعًا إلا لو كنت أجيد السير حافي الأقدام.. لم أجد حاجة لأخذ مسدس الليزر خاصة أنه لعبة وليس حقيقيًا ومن أيام طفولتي، أي لم يبق من أجزائه إلا الزناد.. أرقام تليفونات الطوارئ بمصر من بوليس نجدة وإسعاف ومطافي لربما انقلببنا الأوتوبيس في الصحراء.. ثم أخذت أعتصر ذهني محاولا تذكر شيئًا ناقصًا وضروريًا ولا أعرف ما هو..

وفي التاسعة مساء يوم الخامس من مارس جمعت الأسرة وصافحتهم فردًا فردًا قائلا لهم أن هذا واجبي تجاه الوطن، وإنني إن لم أعد فليحتسبونني شهيدًا، وليكن نصبي التذكاري عبارة عن نخلة معلقة عليها صورة لآدم سميث وألا يُطلقون على النصب التذكاري: نصب الجندي المجهول، لأنني معروف قطعًا..

ثم أخذت أخي إلى ركن بعيد، وأوصيته خيرًا بالسايبر والأجهزة، وأن يستمر في قتل الزبائن خاصة الأطفال الذين يحيلون السايبر جحيمًا، ووصفت له المقبرة التي أدفنهم فيها في الحجرة الخلفية للسايبر، بينما كان أخي مصاب بالهلع، فربتت على كتفه ومسحت دمعة تأثر، ثم غادرت البيت حاملا حقيبة محشوة بالملابس والأشياء المذكورة في الفقرة قبل السابقة..

وحين أوقفت الميكروباص، سارعت بإلقاء نظرة أخيرة على البيت والميكروباص ينطلق بي ويبتعد، مقتربًا من بداية الرحلة نحو واحة الشروق..


***********

إلى اللقاء مع الحلقة القادمة بإذن الله

الأربعاء، ٣ نوفمبر ٢٠١٠

انـت زعــلان لــيــــه؟؟




حين علمت بإقالة الأستاذ "إبراهيم عيسى" من رئاسة تحرير الدستور، اغرورقت عيناي بالدموع، لكني لم أسافر إلى الإسكندرية نظرًا لأنني فيها بالفعل، ولم أجد مكانًا أسافر إليه، فحسدت السيد البدوي -الولي الصالح الجديد للحكومة- على تمكنه من السفر كي "يغير" جو، بعد أن "غيّر" ملامح جريدة كاملة..

ثم سألني أحدهم: أنت زعلان ليه؟ فلا إبراهيم عيسى قريبك ولا أنت من صحفيي الدستور، فأعطيته كيس "ترمس" لينشغل به وينسى الأمر. والحقيقة أنني لم أكن يومًا من مريدي أي إنسان، لأن كل واحد يخطئ ويصيب، لذا فقد أختلف مع "إبراهيم عيسى" في مقال أو في برنامج أو في رأي، لكنني لن أرضى بحبسه لأنه سأل عن "صحة الرئيس"، ولن أرضى بإبعاده عن رئاسة تحرير الدستور بمخطط خائب لا يخيل على أحد، وسأتضامن معه في كل الأحوال. 

أما الدستور نفسها، فقد تشرفتُ بوجود اسمي على صفحاتها مرتين، الأولى كانت في ديسمبر 2005 وكنت وقتها طالبًا جامعيًا أريد إصدار مجلة تابعة لإحدى أسر جامعة الإسكندرية، ولاقيت تعنتًا غريبًا من "أساتذة" الجامعة بعد أن جمعت مادتها مع فريق العمل؛ لا لشئ إلا لأن المجلة صارت معارضة، و"تعترض" على أحوال الجامعة وقتها، فراسلت الأستاذ "بلال فضل" الذي قام بنشر -مشكورًا- نص رسالتي في صفحة (قلمين) كنوع من الانتصار لقضيتنا.


والمرة الثانية كانت بطريق مباشر في صيف 2009، حين نُشر لي مقال بصفحة (في الغميق) التي كان يحررها أستاذ "حسام مصطفى إبراهيم" وهو ما حقق لدي حلمًا رافقني منذ قرأت الدستور لأول مرة في 2005، وهو أن أكتب على صفحاتها ذات يوم.


هكذا اتضح أن لي الحق في "الزعل" على "إبراهيم عيسى" وأن أعتبر نفسي أحد خريجي مدرسة الدستور ولو بمقال واحد، وكيف لا وقد وجدت أن الدستور كانت رفيقتي منذ خمسة أعوام اتفقت خلالها مع بائع الجرائد في منطقتنا أن يحجزها لي كل أربعاء دون أن أطلبها منه، فكان يأتيني بها دون انتظار مروري عليه. خمسة أعوام أقرأ أعدادها الأسبوعية بشغف كبير، قبل أن أنتقل لليومية بعد ذلك، وأتعلم منها الكثير. لكن أهم ما تعلمته هو ألا أخاف، وأنه لا أحد فوق النقد مهما كان.

لا زلت أذكر صفحة "قلمين" -التي توقفت بدري بدري- وكاريكاتيرات الأستاذ "عمرو سليم" الممتعة وكتابات الأستاذ "بلال فضل" الساخرة وعموده الخالد: الجاموس المحيط.. صفحة "الفن" التي وجدت فيها من يقدمون مقالات نقدية واعية للأفلام والمسلسلات والأغاني بشكل يحترم عقل القارئ، وحوارات مع بعض فنانين، تتسم بصدق قلما وجدته في جرائد أخرى، منهم على سبيل المثال لا الحصر: دعاء سلطان وإيهاب التركي وقنديل وعبير عبد الوهاب وهشام فهمي.. صفحة "الرياضة" اللي "بتشر" زمالك، رغم أني "أهلاوي" ومع ذلك أحببتها وتابعتها.. صفحة "ضربة شمس" وفلسفتها المعقدة أحيانًا والغريبة أحيانًا أخرى، صور "خالد كساب" مع الملك "محمد منير" وأشعاره الخاطفة جوار المقال. رسومات "وليد طاهر" المبدعة، ومقالات "وليد كساب" و"شادي زلط" و"طلال فيصل" وأشعار "محمد خير" و"رامي يحيى" و"أحمد العايدي" وشريط الميل وآخره.. 

صفحة الجاسوسية التي توقفت وكان يكتبها أستاذي د. "نبيل فاروق"، ومقالات يوم الثلاثاء لأستاذي د."أحمد خالد توفيق".

صفحة "الرأي" ومقالات "بثينة كامل" ود. "عماد أبو غازي" ود. "حلمي النمنم"، ومقهى "محمد عبد القدوس" المفتوح في الشارع السياسي وعمود العم "أحمد فؤاد نجم" الذي تنطلق منه الرصاصات في بعض الأحيان.
مدرسة الكاريكاتير التي أفرزت وأبرزت لنا مواهب كاريكاتيرية خرجت من الدستور وانتشرت في كل مكان كمخلوف ومحمد عبد الله وعبد الله أحمد ودعاء العدل وقنديل -في أقوال أخرى أنديل- ومؤخرًا إيهاب هندي وحسن موسي.

ناهيك عن التحقيقات الجريئة ومقال "إبراهيم عيسى" وصورته القديمة التي لم تكن تُظهر وجهه كاملا، ومقالات "إبراهيم منصور" و"خالد السرجاني" و"إيهاب الزلاقي" والمانشيتات المميزة التي تصاحبها صور القضاة تارة والأخوان تارة أخرى، وجمال مبارك ومبارك نفسه تارة ثالثة ورابعة وخامسة.

وبعد كل هذا يسألني: أنت زعلان ليه؟ ويكون له نفس يأكل الترمس كذلك.

العجيب ياأخي أنني لاحظت غياب جملة "الأمة مصدر السلطات" فقط في العدد الأسبوعي الحقيقي الأخير للدستور، وتساءلت بداخلي أين ذهب الشعار؟ ليأتي الرد في الأسبوع التالي مباشرة، بأن "البدوي" و"إدوارد" هما مصدر السلطات والإقالات، والغريب ياأخي أن يكون المانشيت الرئيسي للعدد الأسبوعي الأخير هو: "عندما هوى الرئيس مبارك بقبضته على المائدة" ليكون المانشيت الرئيسي في الأسبوع التالي له في غالبية الصحف والمواقع الإخبارية هو: "حينما هوى النظام بالبدوي وإدوارد على الدستور"..

بمناسبة "البدوي" فقد سمعت أن الحكومة تنوي تغيير موعد مولد "السيد البدوي" ليكون في "الخامس من أكتوبر" من كل عام، وافتتاحه بموسيقى فيلم "mission impossible" أو المهمة المستحيلة لمن لا يعرفها، والله أعلم.

بس أمانة، اللي يشوف منكم الدستور اللي أعرفها يبلغها سلامي.

الاثنين، ١ نوفمبر ٢٠١٠

مــعًــا ســنــغــيـــر..


الكل ينادي بالتغيير، وهي حقيقة واقعة ولا أحد ينكر ذلك..

القوى والتيارات السياسية بمختلف توجهاتها بتنادي بالتغيير، ومفهوم عايزين يغيروا إيه، ومين.. ده كمان فيه عندك جمعية وطنية للتغيير، يعني الموضوع مش صغير.. صنّاع الكتب الخارجية بينادوا بتغيير قرار وزير التعليم، وياحبذا لو تغيير الوزير على بعضه كمان.. جمهور السينما بينادي بتغيير موجة الأفلام اللي شغالة دلوقتي بداية من أفلام سعد الصغير لحد أفلام سعد الكبير "محمد سعد" وجمهور الأغاني بينادي بتغيير ماسورة المغنيين اللي بيطلعولك من كل قناة، كلهم شبه بعض وبيقدموا أغاني مستهلكة الكلمات واللحن ومتعرفش إيه علاقة الكليب بالأغنية أصلا، بس ده له موضوع تاني خلينا في التغيير دلوقتي.. ده حتى جمال مروان في حملة ميلودي دراما عايز يغير شعار الحملة ويخليها ميلودي تتحدى قلة الأدب رغم أن الحملة مليانة قلة أدب عالآخر..

طب يعني وقفت عليا أنا؟!

أنا كمان قلت لازم أغير، مش هدومي طبعًَا، لأ.. قلت لازم أغير شكل المدونة.. أغير الستايل والألوان والأغنية الكئيبة اللي كانت شغالة الأول، رغم أني بحبها جدًا لحد دلوقتي، وبحب المطربة لينا شماميان جدًا جدًا، بس منكرش أن الأغنية كانت كئيبة..

قلت لازم أغير من متابعتي "شبه المعدومة" للمدونة وأكتّر من نشاطي وكتاباتي عليها.. هو أنا عاملها عشان أركنها؟!

أشيل البانر القديم وأحط واحد مكانه، قعدت حوالي 3 أيام بفكر في شكل بانر جديد يكون مناسب.. لحد ما صحيت من كام يوم والفكرة بتختمر في دماغي وعلى ما خلص اليوم كنت نفذتها.. أصل بما أني قررت أغير اسم المدونة كمان وأخليها "خلطبيطة" على اسم آخر كتاب ليا.. يبقى لازم البانر يكون خلطبيطة، بس بنظام، زي ما أنا في حياتي بالظبط.. وكانت النتيجة زي ما أنتوا شايفين..

المشكلة التانية كانت في الأغنية.. عايز أحط أغنية مبهجة شوية.. لقيت الموسيقى اللي بعشقها من افتتاحية مسلسل Dexter أفضل مسلسل ممكن أشوفه في حياتي كلها.. بس إزاي أعملها مكان القديمة، والقديمة محتاجة امتدادات rm و....... شغلانة يعني.. لحد ما "سارة" -صديقتي العزيزة- دلتني على موقع جميل اسمه Mixpod عملت منه البلاي ليست الموجودة دلوقتي.. يعني مش أغنية واحدة ولا مقطوعة واحدة.. لأ.. أكتر من واحدة.. وزي ما أحب، لو عايز أحط 50 أو 100 مش هيقول لأ.. اخترت أفضل الأغاني والمقطوعات الموسيقية المبهجة واللي في نفس الوقت بحبها برضو جدًا وحطيتها ورتبتها وظبّطتها وبقى كله تمام..

بالمناسبة هتلاقوا من ضمن أغاني البلاي ليست، أغنية شبيك لبيك لـ فرقة زمان ZaMaN.. اللي متابع معايا هنا هيكون عارف فرقة زمان كويس.. الأغنية دي كلمات: أحمد عز الدين عضو الفرقة وأخويا، وألحاني كمان :D:D يعني اللي يسمعها يقول رأيه بصراحة بقى..

المدونة فضلت بشكلها القديم من أول ما عملتها في أبريل 2007.. فضلت 3 سنين زي ما هي لحد ما أنا زهقت والناس كمان زهقت.. ودي مجرد 3 سنين بس مش 30 سنة -ربنا يكون في عوننا والله- المهم يعني أني كنت خايف من التغيير ومش عايز أفكر فيه رغم أن كتير من أصدقائي كانوا بيطلبوا مني أغير الشكل وأجاري العصر.. بس كنت مستريح مع الشكل القديم.. وخلاص فاض الكيل وانتهى الأمر..

دلوقتي قدامكم الشكل الجديد والاسم الجديد.. البانر الجديد والبلاي ليست الجديدة.. وغالبًا "عـمـرو" كمان جديد..

ياترى كويس ولا؟؟
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...