دوّر يمكن تلاقي

بحث مخصص

السبت، ١٧ ديسمبر ٢٠١١

إزاي تفض اعتصام من غير ما يبان إنك بتفض اعتصام - شهادتي عن الأحداث



البداية كانت بخبر قريناه على تويتر إن في فض لاعتصام مجلس الوزرا بيحصل دلوقتي: الساعة تلاتة ونص الفجر

كنت على قهوة في وسط البلد، فقمت مع حسام دياب وروحنا نتأكد بنفسنا من صحة الخبر، مشينا لحد التحرير ومكنش في أي شكل من أشكال فض الاعتصامات من ناس بتجري وأصوات ضرب والكلام ده خصوصا إن التحرير مش بعيد عن مجلس الوزرا..

روحنا هناك لقينا فعلا في قلق والناس مجمعة طوب وواقفين في ترقب، سألنا بعض الشباب عن اللي بيحصل قالولنا إنهم مسكوا واحد تحريات عسكرية جوه الاعتصام، وإنهم تحفظوا عليه في مكان مجهول، وكان في شباب بيلعبوا كورة وخرجت عساكر من المبنى وهما بيلعبوا سحبوا اتنين منهم.. شوية وطلع واحد مضروب بس خفيف.. والتاني طلعوه من باب مجلس الشورى اللي بره في القصر العيني وكان مشوه تمامًا من الضرب والعجن اللي أكله.. وعرفت إنه من الألتراس واسمه (عبودي) أو عبد الرحمن إبراهيم..

شوف شهادة عبودي وهو في المستشفى:

http://www.youtube.com/watch?v=MChw2kqlRG8

المنظر ده خلى الناس تُستفز وراحوا عند بوابة مجلس الشعب وشتيمة وبعدين بدأ الضرب ومحدش يقدر يقول مين اللي حدف الطوب بالظبط.. بشهادة شباب من اللي جوه، وشهادة ناشط سياسي أعرفه شخصيًا وبثق فيه إن اللي بيحصل ده مش طبيعي وبيجرونا لحاجة ومعركة مش وقتها والهدف مش معروف..

بعد كده فوجئت أنا وحسام إن في عربية تابعة للجيش ولعت فجأة، والناس جريت من حواليها وكتير منهم بيقول إن الجيش اللي ولعها وإنهم بيطلعوا من البلكونات الخاصة بمجلس الشعب يصوروا بكاميرات اللي بيحصل والنار المولعة، وطبعًا بعد كده يبان إن المعتصمين هما اللي ولعوا في العربيات والكلام ده..

وفجأة وإحنا واقفين خرج عساكر من بلكونات مجلس الشعب وحدفوا علينا طوب كتير جدًا.. اتحامينا في الخيام والشجر والبعض مننا بدأ يرد.. وطبعًا الموقف ساعتها هو دفاع عن النفس.. لكن محدش هيفكر غير إن ناس بتضرب طوب على مبنى مجلس الشعب وحرام عليكوا خربتوا البلد وحماية المنشآت العامة واشتري المصري وكده..

شوية ولقنا واحد مصاب في دماغه جنبنا فجرينا شيلناه وروحنا المستشفى الميداني اللي في قرب مدخل الاعتصام تقريبًا، وإحنا هناك وصل مصاب كمان في رجله، ووقتها الأطباء قالولنا إن في نقص في الشاش والقطن والبيتادين وخلافه وكان ساعتها العدد كبير بين المعتصمين.. قرر حسام يروح يجيب الأدوية اللي ناقصه وروحت معاه، ورجعنا على القهوة قابلنا أحمد يحيى وتامر فتحي وحكينالهم على اللي حصل، وبعدها روحنا نشتري الأدوية..

رجعنا على الاعتصام لقينا إنه مفيش اعتصام وإنه اتفض خلاص!!!

الشباب كلهم واقفين بره الشارع بتاع مجلس الشعب، وفي ضرب طوب من جهة صفوف من شباب تانيين وموجهة ناحية عمق شارع مجلس الشعب وناحية المبنى بتاع المجلس نفسه.. وطبعًا بداخل الشارع كانت الخيام اتحرقت والشارع نفسه كان شبه ساحة الحرب.. بس إزاي حصل الفض ده؟ مقدرش أعرف

بعدها بدأ ضرب المولوتوف والنار وحصلت حرايق محدودة ومنتشرتش بسبب إن كل ما حريقة تحصل تلاقي إيد طالعة بخرطوم من جوه شبابيك المبنى بتطفي الحريق.. ومن فوق خالص على ارتفاع تمن تسع أدوار نفس الحكاية خرطوم بيرش مية من فوق..

كتير من اللي كانوا واقفين مكنوش راضيين على الضرب وإلقاء المولوتوف.. وكتير كانوا شايفين إن ده الرد الصح على القوات الموجودة جوه واللي ضربتهم وأصابت ناس منهم..

في الوقت ده عرفنا مكان المستشفى الميداني الجديد فين وراح حسام وسط الضرب جري بالأدوية ومرضيش إننا نروح معاه عشان يكون خفيف الحركة.. وراح فعلا وصل الأدوية ورجع.. ووقتها كان عساكر الجيش والبلطجية اللي لابسين مدني معاهم بيحدفوا قوالب طوب زي الدبش من فوق سطح المبنى وزي ما تنزل.. ممكن تنزل كلها على دماغك وهتموتك في ساعتها

ممكن تنزل جنبك وتتفرتك وتخبط فيك شظية منهم ولا حاجة.. وممكن تعدي على خير..

الضرب مكنش بطوب بس.. كان برخام وخشب وده شفته بعيني، غير طبعًا الدواليب اللي بدأ حدفها بعد ما مشيت..

كانت الساعة داخلة على سبعة الصبح وكنا قررنا نمشي لأن خلاص الموقف بات واضح إنه انتهى، والضرب من جهة الشباب وقف ومبقاش في حد بيحدف مولوتوف ولا حاجة.. مشينا فعلا وعند بوابة مجلس الشورى كان في عساكر قليلة واقفة حراسة جوه البوابة ووراهم ظباط أو رجال أمن لابسين مدني.. وخارج البوابة وقف بعض الشباب والسيدات يزعقوا فيهم ويشتموهم ويحسسوهم بالخزي وإزاي هما مكانهم على الحدود ومع ذلك بيتشطروا علينا هنا وعلى الحدود بيتفشخوا..

حاولنا نهدي الناس دي ونقولهم إنهم يوفروا صوتهم ومجهودهم لأن اللي جوةه دي بهايم ولا هيفهموا.. لحد ما واحد من الأمن اللي في اللباس المدني، عمل حركة بقبضة إيده لبنت واقفة معانا وعلى شفايفه الابتسامة اللي ممكن تخليك تقتله حرفيًا وبكل ما في الكلمة من معنى..

ساعتها معرفناش نهدي حد لدرجة إن أحمد يحيى نفسه زعق مع اللي بيزعقوا..

فجأة لقينا واحد جاي جري وبينده على الظباط بيقولهم العربية بتاعتكوا ولعت الحقوها اطفوها جنبها عربيات كتير وهتولع.. بصينا لقينا عربية جوه سور مبنى هيئة النقل والكباري مولعة والنار لسه بتاكل فيها.. جرينا تاني على قوات الجيش اللي جوه مجلس الشورى نقولهم.. والناس تصرخ فيهم روحوا طفوا النار.. ولا هما هنا.. خرطوم الحريق جنبهم على الأرض وفي عمق الساحة في عربية واقفة وعسكري بيغسلها بخرطوم مية.. ومحدش فيهم راضي يتحرك.. ومنهم فرد أمن مدني شفته بعيني بيشاور للي واقفين معاه بإيديه بما فيها: كبروا دماغكم

صورت كل الكلام ده فيديو ممكن تشوفوه هنا:

http://www.youtube.com/watch?v=zojbHHMdICk

العربية قعدت تفرقع شوية والكاوتش يضرب وبعدين النار مسكت في عربية جنبها والناس كلها واقفة مش عارفة تعمل إيه ومحاولات استجداء الظباط يطفوا الحريقة مستمرة، رغم إن العربيات دي بتاعة الحكومة مش بتاعتنا.. مع ذلك الناس محروق قلبها بجد..

تعالت هتافات بسقوط العسكر والمشير وخلافه، وفي النص كده لقينا واحد جاي بيرمي سائل من كوباية في إيده على النار.. الكوباية صغيرة والسائل ممكن ميكونش أكتر نص الكوباية مثلا.. الولد ده اتمسك واتعجن ضرب من واحد كان واقف ماسك علم مصر..

الموقف ده ممكن يتفسر بطريقتين:

- الولد ده طرف ثالث وأصابع خفية ويبقى شجاع جدًا على سنه (بالكتير 18 سنة ببنطكوره وشعره المتلون بالدهبي والمتسرح بفورمة عرف الديك) عشان يدخل وسط الثوار ويروح ناحية العربية اللي بتولع واللي حواليها مساحة فاضية هتخليه يبان لينا كلنا..

- الولد ده من اللي أعصابهم فلتت ومن اللي بيكونوا دايما في الصفوف الأمامية لمواجهة الأمن المركزي بالطوب والكلام ده وظن إن إحنا من واجبنا نعمل كده ردًا عليهم..

لكن مقدرش أجزم إذا كان مندس أو واحد من المعتصمين..

بعدها بشوية جه شاب تاني شكله مريب شوية وجري ورمى طوبة على إزاز أوتوبيس واقف جنب العربيات اللي بتتحرق جوه السور برضو، الناس راحت عليه وبتقوله ليه كده وبتاع فقعد يقول محدش يقربلي وإوعي وبتاع.. وممكن تشوفه هنا:

www.youtube.com/watch?v=kyYQ2BEFNas

فضلنا نلف على طريقة نطفي بيها الحريقة قبل ما تمتد لعربيات تانية خصوصًا إننا لقينا عربية شبه عربيات الجاز واقفة جوه ساحة المبنى جنب العربيات المحروقة، وقلنا دي هتبقى كارثة كبرى لو النار وصلت لها.. وجت بنت من الثوار حاولت تنط السور وتدخل تطفي الحريقة، والناس نزلتها بس هي اللي خلت الباقيين ينطوا جوه السور ويجروا يندهوا الغفير ويدوروا على خراطيم مية يطفوا بيها الحريق.. وفضلوا على الحال ده حوالي عشر دقايق لحد ما طفوا النار كلها وسيطروا على الحريق..

صورت عملية إطفاء الحريق وممكن تشوفها من هنا:

http://www.youtube.com/watch?v=L2y3K4Z6OZM

ساعتها كانت الساعة تجاوزت سبعة ونص.. وكان ما زال الطوب والرخام بيترمي علينا من فوق سطح مبنى مجلس الشعب.. والمصابين عمالين يقعوا.. والشباب بيرموا طوب من ناحيتهم هما كمان.. حسام وأحمد شافوا إن مفيش داعي للوقوف أكتر من كده والموضوع خلص خلاص.. وكنت شايف إن معاهم حق.. فمشينا والكلام ده كان قبل ما تتشير صور عساكر الجيش المحتشدين ورا بوابة مجلس الشورى..

دي شهادتي من ساعة ما وصلت لمكان الأحداث لحد ما مشيت.. بالناس اللي سألتهم بكل حاجة..

لكن اللي أقدر أقوله إن قوات الجيش اللي هناك من أقذر وأحط المخلوقات اللي خلقها ربنا.. اعتداءهم على البنات وضرب العزل والإشارات القذرة بإيديهم والكلام ده يدل على إننا لسه بنواجه نفس النظام القديم بغباوته ووساخته حتى إشعار آخر..

يسقط يسقط حكم العسكر

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...