دوّر يمكن تلاقي

بحث مخصص

الأربعاء، ٢٧ أبريل ٢٠١١

مبارك الأسير والشعب الشرير



لفت نظري مقال الكاتب "عاطف حسانين" الذي نُشر الأسبوع قبل الماضي بمجلة بص وطل، بعنوان: "مبارك صار أسيرًا لديكم أيها المصريون!"، بما يحمله من دعوة لعدم الشماتة والتسامح مع مبارك بعد القبض عليه لاعتبارات عديدة. وقد استفزني المقال بشدة لكتابة مقالي هذا، ردًا على ما جاء به بعيدًا عن شخص كاتبه ومع كامل الاحترام له ولرأيه ولخير مقصده.

ويمكنكم قراءة مقالة أولا قبل قراءة ردي عليه من هنا

وقد أرسلت الرد لمجلة بص وطل بالفعل، لكنه لم يُنشر، ولذلك رأيت إنزاله هنا كي لا يصبح الموضوع قديمًا:

بداية فإن تقسيم المطالبين بالثأر من مبارك إلى فئتين فقط، فيه الكثير من الظلم والإجحاف لعموم المصريين، حيث صاروا وفقًا لهذا التقسيم إما ذوي قلوب سوداء ولديهم مصالح -كما جاء بالمقال- أو فئة أهالي الضحايا والشهداء، ناسيًا أن غالبية المصريين ليست لديهم مصالح أكبر من "لقمة العيش" التي فقدوها في عصر مبارك، وقلوبهم لن تكون أكثر سوادًا من قلوب من جثموا على أنفاسهم ثلاثين عامًا، فقدنا فيها ما كان سيجعلنا في مقدمة الأمم.

إن فئة أصحاب المصالح ذهبوا مع مبارك، لأن مصلحتهم كانت مع بقائه، بينما مصلحة أبناء مصر هي أن تعلو بلدهم وتزدهر، ويجدوا فيها كرامتهم وحقوقهم الإنسانية، فليس من المعقول أن يصير المصري البسيط صاحب مصلحة، لأنه يطالب بحقه من الطعام والشراب، وما يستره هو وأبناءه في الحياة، فإن حصل على هذه الحقوق صارت لديه الروح اللازمة لتحقيق الإنجازات الحقيقية وليست تلك الإنجازات التي كانت تزدهر في مقالات الصحف القومية في عهدها البائد!

بعد ذلك ينتقل بنا المقال إلى الشماتة التي ظهرت في أعين المصريين، والتشفي الذي زيّن كلماتهم وتعليقاتهم بعد نبأ حبس الرئيس المخلوع خمسة عشر يومًا على ذمة التحقيقات، وينتقد الكاتب هذا معللا بذلك أنه ليس وجه مصر المرجو. والحقيقة أنني أعرف تمام المعرفة أنه لا شماتة في مرض أو موت، فإن المرض ابتلاء من الله، والموت له جلاله لأن الإنسان يصير بعده بين يدي الله سبحانه وتعالى، أما القبض على مجرم، أو حبس متهم كثيرًا ما ظلم الناس وأهدر حقوقهم وامتهن كرامتهم وكثيرًا ما أفسد في الأرض والزرع والحرث والنسل، فإن الشماتة فيه بعد معرفة خبر حبسه تعد أبسط وأهون الأمور، ولا يمكن للإنسان أن يخفي سعادته لتطبيق العدالة أخيرًا بعد طول انتظار!!

كذلك يأتي المقال برؤية خاطئة شكلا ومضمونًا، حيث يرى أن أصحاب المصالح وتصفية الحسابات مخطئون في السعي إلى الانتقام، وأنهم يحكمون بإعدام إنسان ميت، وقد اتفقنا في البداية على التعريف بمن هم أصحاب المصالح، وبيان عدم دقتها، لكن أي انتقام هذا الذي يحققه أصحابه عبر ساحات المحاكم وتحقيقات النائب العام؟ أي انتقام في حبس مسؤول ارتكب من الجرائم في حق شعبها مما لا يُعد ولا يُحصى؟ وكيف يمكن أن نرى هذا انتقامًا يثبت أركان الغلّ في صدور المنتقمين، بدلا من أن نراه انتصارًا يشفي غليل المظلومين والمقهورين والمنهوبين في كل شبر من البلاد؟! ثم من هو هذا الإنسان الميت الذي نحن بصدد إعدامه؟ إنه لا يزال حي يرزق، كما أنه لم يُعدم بعد ولم يطالب أحد بإعدامه إلا من خلال محاكمة عادلة، لا ظلم فيها ولا محاباة لأحد، وفي هذا قمة الرقي والتحضر والشرف، لقد قتل مبارك أبناءنا وظلم رجالنا وسرق أموالنا وشرّد أهلنا، هو وأسرته وحاشيته، وهي ليست باتهامات باطلة، ومع ذلك فإننا حين ثرنا عليه قدّمناه للمحاكمة العادلة وفقًا للقانون الذي كان أول من يتجاوزه في البلاد، بدلا من أن نقدمه للمقصلة وفقًا لقانون الغاب، مرحى بالانتقام إذن إن كان على هذه الشاكلة!

ناهيك عن الأمثلة التي ليست في محلها مثل موقف الرسول عليه الصلاة والسلام من جنازة اليهودي الذي يناصبه العداء، وهو ما يختلف عن موقف مبارك معنا تمامًا، فهذا الأخير لم يمت بعد، ومن أبسط حقوقنا أن يُحاكم، وأولئك الأصدقاء المسلمين الذين قلت عنهم أنهم يضيقون به ويتوعدون له، ليسوا قتلة مأجورين ولا زعماء عصابات، بل يضيقون بظالم متجبّر، ويتوعدون له بالمحاكمة والسجن في حالة الإدانة، ودعنا ننتظر حتى وفاة مبارك، التي أدعو الله أن يؤخرها حتى يصبح عبرة وعظة لكل من سلك مسلكه، ولنر كيف سنتعامل معه وقتها، وهل سنقتدي بالرسول الكريم؟ أم سنكون مثل وحوش الغابة وننقض عليه لنمزق جثته؟

مبارك ليس أسيرنا كما جاء في مقالك زميلي العزيز، بل يقضي فترة حبسه المؤقت في مستشفى ويلقى الرعاية الصحية الواجبة ويتناول طعامه وشرابه، وهذه هي حقوقه التي لم يطالب أحد بمنعها عنه، مع العلم أن أحدًا لا يعذبه ولا يكهربه ولا يُدخل العصا في مؤخرته أو يكيل له الصفعات، مثلما دأب رجال أمنه على معاملة أبناء الشعب الذي تطالبه الآن بالتسامح.

مبارك ليس أسيرنا ولسنا شعبًا شريرًا يبتغي الانتقام بشريعة الغاب، بل كانت مصر أسيرته التي خرجت من سجنها بعد طول انتظار، وإن كنت تسامحه -رغم أنه لم يبادر بالاعتذار لك ولا لنا- فهذا موقفك الشخصي، لكن قبل أن تطالب به أحدًا غيرك، فعليك أن تسأل مصر أولا إن كانت تسامحه، اسأل ضحايا العبّارة في بطون الأسماك وأهالي الدويقة المعجونين بالصخور وركاب القطار المتفحمين، اسأل خالد سعيد ومريم فكري وسيد بلال، ثم أبلغنا ماذا سيكون ردهم، وإن كان من الأفضل أن توفر عناء السؤال لأن الإجابة معروفة سلفًا.

الاثنين، ٢٥ أبريل ٢٠١١

شموا النسيم من النغاشيش



الصراحة هي قد تكون النخاشيش.. لكن المعنى واضح في الحالتين..

أولا كل سنة وكلنا بخير مصريين أحرار متوحدين تحت اسم وعلم مصر، رافعين راسنا لفوق وصوتنا مش مكتوم وكلمة الحق بتطلع مننا من غير ما نخاف غير ربنا وبس..

النهاردة الاتنين 25 أبريل 2011  مـ و22 جمادى الأولى 1432 هـ و17 برموده 1727 ق

واللي عايز يزود التقويم الصيني أو أي حاجة تانية يتفضل، اليوم ده شكله مليان بركة وممكن يساع من التقاويم ألف.. ومش كده وبس، ده كمان النهاردة شم النسيم وعيد تحرير سينا لأول مرة معًا في الأسواق.. وإمبارح كان عيد القيامة المجيد عند إخواننا المسيحيين وكل سنة وهما جميعهم بخير..

طيب إيه بقى؟ إيه المشكلة وإحنا في أيام سعيدة فيها بهجة وأمل وحرية؟ المشكلة أن بعض الناس بتفكير غريب بعض الشيء، أول ما يلاقيك بتقول بكرة شم النسيم يبقى عايز يدبحك.. شم النسيم مين ياعم أعوذ بالله سد مناخيرك.. حرام ياسيد.. بيض إيه وفسيخ مين ياعم إيه الكلام ده؟!!!!!ـ

ناس تانية أول ما يشوفوك بتهني جارك المسيحي وبتقوله كل سنة وأنت....... تلاقي نفسك اتسحبت من قفاك قبل ما تكملها، وخمسين واحد حواليك بيسلموا على بعض وبيتبادلوا التهاني أنهم لحقوك قبل ما تقولها.. وبعدين يمسكك واحد يقولك: أنت اتجننت؟ عايز تهنيهم بعيدهم؟ دول مسيحيين يابني هو جرالك إيه؟ وبعدين أنت عارف بتهنيهم بعيد إيه؟ ده عيد القيامة.. أستغفر الله العظيم يعني دي قيامة المسيح بعد الصلب.. يعني أنت كده بقيت بتفكر زيهم أن سيدنا المسيح عليه السلام اتصلب.. الحمد لله لحقناك.. ويرجعوا تاني يسلموا على بعض وهات ياتهاني وأحضان..

مع المعلومة المعتادة اللي لازم تتقالك بعدها: إحنا معندناش غير عيد الفطر وعيد الأضحى.. غير كده بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.. عشان تسكت خالص ومتتكلمش..

الإنسان ممكن يتوهم بكل اللي فوق، ويحس أنه على وشك دخول النار حدف، وكل ده عشان قال لواحد كل سنة وأنت طيب، أو اشتري حتة فسيخ وأكلها على الغدا، وقد يكون في الدرك الأسفل من النار عشان لوّن بيضة.. طب هو في إيه؟

لكن لو وقفنا نفكر شوية، هيكون أحسن من إننا نردد الكلام دون فهم، وبدل ما نجرد الموضوع من كل جوانبه ونزنق نفسنا في الحرام والحلال..لأن الفتوى مش بالساهل وكلفتوى وليها زمنها ومكانها اللي مش شرط يمسي على كل الأماكن والأزمنة..

أولا: التهنئة بالأعياد المسيحية

قبل ما أكتب المقال، عملت بحث على الإنترنت عن أي أحاديث شريفة أو آيات قرآنية بتحرم صراحة أني أهني صديقي المسيحي بعيده.. وملقتش حاجة بتحرم أني أهني صديقي أو جاري أو أستاذي المسيحي بعيده على الإطلاق..
لازم نفرق هنا الأول ما بين مشاركة المسلمين لغير المسلمين في الاحتفال بعيدهم، وبين تهنئتهم بعيدهم، والفارق بينهم كبير جدًا..
دلوقتي أنا كمسلم لا أؤمن إن سيدنا المسيح صُلب من الأساس، لكن المسيحي بيؤمن بكده وهو حر في اعتقاده.. ومن الطبيعي إنه يحتفل بقيامة المسيح من بين الأموات بعد صلبه، في حين إن أنا مش هحتفل بكده لعدم إيماني بالحدث من بابه..
يبقى في حالة أني بحتفل بالمناسبة دي معاهم، يبقى أنا ضمنيًا متفق على هذه النقطة وده هيبقى ساعتها ضرب في أساس عقيدتي.. تمام؟
لكن لو أنا قدمت التهنئة للمسيحيين من معارفي في عيدهم، مع احتفاظي بقناعاتي العقائدية، هل ده هيقلل من إيماني في شيء؟ هل ده خلاني خلاص كفرت والعياذ بالله؟
هو مش سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قال: إنما الأعمال بالنيات؟
طيب أنا نيتي في تهنئة بطرس أو مينا أو ماريان أني أهنئهم بعيدهم وبتمنالهم عيد سعيد عليهم.. واخدين بالكم؟ عيدسعيد عليهم.. عليهم هما اللي بيؤمنوا بهذا العيد.. يعني أهو الموضوع بعيد عني وأنا ماليش دعوة..
هل بقى أنت دخلت في نيتي وشفتني بهنيهم عشان أنا مؤمن بكلامهم؟
ومن ناحية تانية، هو أنا هكفر وأخرج من ديني عشان ابتسمت في وجه إنسان وقدمت واجب تهنئة لإنسان بيحتفل بعيده وفرحان وسعيد؟
بغض النظر عن أي اعتبار، بس مش هيكون حلو لما أعكر عليه فرحته بعيده وأول ما أشوفه أقوم مكشر في وشه وأقوله خسئت ياعدو الله عيد مين وبتاع إيه أنتم أصلكم كفرة ويلا ياض من هنا، وأطلع أجري وراه بشومة مثلا!!!
بالعكس ده أنا كده بقدم صورة كويسة للإسلام وصورة متحضرة عن المسلمين، ولا هو لازم تكون صورة المسلمين أنهم مجرد حواجب مكشرة ودقن طويلة ولسان بيحرم كل شيء في الحياة لدرجة أن المشي في الشارع ممكن يكون محفوف بالمحرمات بعد كده!!
حاجة تانية.. إنه مفيش مشكلة لما أهني المسيحيين بميلاد السيد المسيح.. قولي بقى أنه متولدش.. أعتقد أن دي مفيهاش حاجة، بالنسبة لنا إحنا كمسلمين عارفين أنه اتولد ومفيهاش شك، وبالتالي -في رأيي الشخصي- مفيش مشكلة إني أحتفل بميلاده كرسول من أنبياء ورسل الله..

الخلاصة:
التهنئة بعيد جارك المسيحي مش هتخسرك دينك، ومش هتخليك بقيت مؤمن بعقيدة المسيحي لأن دي نقرة ودي نقرة تانية.. وزي ما قلت هو حر في اعتقاده وعلينا احترام ذلك زي ما هما محترمين عقيدتنا.. ولو سمحت متقوليش شوف منهم اللي بيشكك في القرآن أو اللي بيشكك في نبوة سيدنا محمد قبل ما تفكر تهنيهم..
خليني أقولك متاخدش ناس بذنب واحد أو اتنين أو حتى عشرة.. وخليك فاكر أن في مننا اللي مبهدلين صورتنا ومشوهينها بالطريقة نفسها ومفيش حد أحسن من حد..

-------

ثانيًا: شم النسيم

ده موال كل سنة.. شم النسيم حرام، ومتحتفلش بيه واللي هياكل بيض هتنزل عليه لعنة ويتحول كتكوت ميت، واللي هياكل فسيخ اليوم ده وقعته زفرة..
طبعًا الكلام ده كله من لأسباب دينية أكيد.. ونفس الكلام اللي بيسكتك كل شوية.. إحنا معندناش غير عيد الفطر والأضحى وده عيد موروث عن أيام الفراعنة الوثنيين وما إلى ذلك..
طبعًا أنت بتاخد الكلام وتقعد في بيتك ساكت ولو مراتك قالتلك مش هنشتري فسيخ ممكن تضربها بالنار.. ولو شفت عيل من عيالك ماسك فرشاة ألوان هترميه من الشباك قبل ما تفهم أنه ناوي يرسم لوحة للمدرسة ومالوش دعوة بالبيض..

لو بصينا في الويكيبيديا عشان نعرف إيه أصل شم النسيم، هيقولك إيه:

شم النسيم هو واحد من أعياد مصر الفرعونية، وترجع بداية الاحتفال به إلى ما يقرب من خمسة آلاف عام، أي نحو عام (2700 ق.م)، وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية ويحتفل به الشعب المصري حتي الآن. وإن كان بعض المؤرخين يرون أن بداية الاحتفال به ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات، ويعتقدون أن الاحتفال بهذا العيد كان معروفًا في مدينة هليوبوليس "أون". 
وهو عيد يرمز – عند قدماء المصريين – إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدأ خلق العالم كما كانوا يتصورون.
وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.

يعني مفيش حاجة بتدل على أن الاحتفال باليوم ده كانت بسبب إن الإلهة حتحور نزلت على الأرض ومنحت البشر كرتونة بيض ملونة واتنين كيلو فسيخ، ومعاها الإلهة باستت ماسكة حزمتين بصل أخضر.. ولا حاجة من دي خالص.. أمال زعلانين ليه إننا بنحتفل بيه؟
عشان طبعًا مفيش غير عيد الفطر والأضحى فقط نحتفل بيهم كمسلمين.. طيب خلاص نلغي بقى المناسبات السنوية ونبطل نحتفل أكتوبر وعيد العمال -يعني مفيش علاوة على كده- وبالمرة منحتفلش بليلة النصف من شعبان ولا ذكرى الهجرة ولا كل الحاجات دي.. ما هو مفيش غير عيد الفطر وعيد الأضحى..
ده عمرو بن العاص لما فتح مصر وشاف احتفال الأهالي بشم النسيم والمظاهر الاجتماعية المصاحبة ليه، أرسل لسيدنا عمر بن الخطاب خليفة رسول الله عليه الصلاة والسلام يسأله، فأقر به وكمان سمح له ومن معه من المسلمين بالاحتفال بيه..
ياجماعة ما هو مش معقول أنا نيتي في الاحتفال بيوم زي ده إني بحتفل بالربيع وبقضي يوم حلو مع الأسرة وبنخرج في جنينة عشان أطفالي يلعبوا مع أصحابهم وناكل أكلة معينة أني بقيت كافر خلاص..
أنا مش بلون البيض عشان أنال بركة الإله بطيخ ولا بآكل فسيخ عشان الإلهة فرخة أمرتني بكده..
وفي نفس الوقت ربنا محرمش عليا أني أحتفل بيوم زي ده..
وبعدين حتى لو كانت الإلهة فرخة اللي أمرت بكده زمان، دلوقتي الوضع اتغير وأصغر عيل عارف إن مفيش حاجة اسمها الإلهة فرخة، ومفيش مسلم ولا مسيحي ولا حتى يهودي بيؤمنوا بوجود الآلهة دي من بابه، ومش هيرجعوا يعبدوا الأصنام لما يلونوا بيضة..
طبعًا أنا دلوقتي دخلت في أساطير الأولين وإني كده بقيت زي اللي بيعند وبيقولك بعبد ما كان يعبد آبائي وأجدادي.. لكن معلش أنت مش بتدعوني لدين جديد وأنا برفض وماشي على أساطير الأولين.. أنت بتقولي متحتفلش بيوم زي شم النسيم عشان حرام.. وأنا بقولك مفيش حاجة تحرمه وهحتفل بيه..
بغض النظر عن أني شخصيًا كعمرو مش بحتفل بيه بالشكل المعروف وعمري ما نزلت في جنينة ولا لونت نص بيضة حتى، بس ده مكنش له علاقة بأنها غلط ولا صح ولا حلال وحرام.. والدليل أني بآكل فسيخ وبصل أخضر اليوم ده.. وساعات بأزداد في طغياني وآكل رنجة..

الخلاصة:
إن كان فلان قال أو علان حرّم فكلهم أشخاص ليست لهم أي قدسية من أي نوع، وطالما ربنا والرسول الكريم المعصوم محرموش علينا أننا نفرح.. يبقى محدش تاني يحرم علينا فرحتنا.. طالما الفرحة دي مش بتأذي حد.. ومش بتيجي على حد.. ومش بتخالف عقيدتي ولا بتخل بعباداتي..

--------

أتمنى أني أكون وضحت رأيي بشكل كويس..وكل سنة والكل طيبيين وسعداء وأحرار.. والسنة الجاية نكون بنتكلم في حاجة تانية أهم من كده..

ومنساش أدعي لأخواتنا في سوريا وليبيا واليمن والبحرين وفلسطين بالثبات والنصر، وبالرحمة لشهدائهم وخسف الأرض بطغاتهم.. وأعتقد أن ده الأولى إنه يتعمل ونتكلم فيه بدل حروب التحريم المنتشرة علينا في كل مكان.. ويسعدني طبعًا أني أسمع آراءكم حوالين الموضوع ده، سواء كنتم متفقين أو مختلفين معايا.. الباب مفتوح للكل طالما أننا في النهاية هنحترم اللي مختلف معانا..

وصباح الفل

السبت، ٩ أبريل ٢٠١١

خلطبيطة جديدة على جريدة الثوار: لقد سئمنا.. سئمنا!!



أحدث مقالاتي تعليقًا على أحداث فجر السبت 9 أبريل 2011
على جريدة الثوار


"لم يفز أحد بمعركة من قبل بينما الغضب يحيط بعينيه ويمنعه من الرؤية، وأذكركم أننا قد انتصرنا على الطاغية مبارك، لأننا كنا نضحك ونمرح ونحتفظ بأعصابنا باردة غير مستثارة، دون أن يلعب بنا خوف أو هلع، ويجب أن نظل كذلك، لأن الطريق من هنا وحتى نهاية المطاف لا يزال طويلا."

الخميس، ٧ أبريل ٢٠١١

افتتاح عمود: خلطبيطة بجريدة الثوار

تم اليوم بحمد لله نشر أول مقال لي بجريدة الثوار، في أول عمود أتشرف بالكتابة من خلاله..

العمود اسمه: خلطبيطة

والمقال بعنوان: الطريق إلى الشارع

سوف أكون معكم خلال هذا العمود بصفة يومية أو شبه يومية إن شاء الله.. وأتمنى أن يروق لكم :)

الثلاثاء، ٥ أبريل ٢٠١١

حفلة جديدة لفرقة "زمــان" بمركز الإبداع - الإسكندرية 7 أبريل



تقدم فرقة "زمــان" ZaMaN Band حفلة جديدة بمركز الإبداع بالإسكندرية في ثاني تعاون بينهما، وذلك يوم الخميس الموافق 7 أبريل 2011

فرقة "زمــان" تقدم أعمالا فنية غنائية خاصة بها، مطعمة بتوزيعات تعمل على الدمج بين الموسيقى الشرقية والغربية، وفي نفس الوقت تحاول الحفاظ على الأصالة في العمل الفني والإبقاء على الهوية الشرقية للأغنية المصرية والعربية..

الحفل يبدأ في الساعة السابعة والنصف مساءً، والدخول مجانًا للأعضاء بالمركز وغير الأعضاء كذلك.. 

يشرفنا حضوركم طبعًا..

رابط الحفلة على الفيس بوك: هـــنـــــا

السبت، ٢ أبريل ٢٠١١

مشاهد من جمعة إنقاذ الثورة 01 - 04 - 2011 بالإسكندرية


1-

بدأت المظاهرة من أمام مسجد القائد إبراهيم، واتجهت في مسيرات احتشد فيها الآلاف نحو سيدي جابر، وأنا لحقتها مع أخويا أحمد عز الدين عند نفق كامب شيزار على البحر، وانضمينا ليهم من أول هناك..
المشهد كان مؤثر جدًا وأعاد للأذهان ذكرى الأيام الأولى للثورة وكنت بسمع تعليقات بعض الناس المشاركين في المسيرة كالتالي:
- إمبارح كنت حاسس بجو يوم جمعه الغضب
- الجو بيفكرني بيوم المليونية
- مش كنا رحنا ناحية القصر الرئاسي تاني زي آخر مرة
- لما شفت العساكر عند الجامع قلت بس إحنا كده في جمعه الغضب وش

طبعًا يقصد جنود الجيش اللي كانوا متواجدين في سيارات فورد عملاقة مكشوفة ووجودهم كان لتأمين المسيرة ليس أكثر، ولم يتدخلوا في أي شيء مطلقًا..


2-

العدد مكنش زي أيام المسيرات المليونية قبل جمعه التنحي
بس مع ذلك العدد كان كبير.. وشهد حضور مكثف للسيدات والفتيات والأطفال وكبار السن عمومًا
والغالبية العظمى كانت شباب
كان في وسطنا شباب سلفي، كمان وبيهتفوا معانا..


3-

قبل العصر بدقايق كنا وصلنا سيدي جابر ودخلنا من ناحية البحر، ومشينا في الشارع الطويل المؤدي لمحطة القطار، على يمينا المستشفى العسكري، وعلى يسارنا سور قيادة المنطقة الشمالية، اللي كان واقف عليه جنود وظباط بيتفرجوا على المسيرة، وساعتها إحنا هتفنا ضد المشير وضد المجلس العسكري وضد التباطؤ وهتفنا مطالبين بمجلس رئاسي مدني يحتوي على شخصية عسكرية واحدة..
ومن بين الثوار هتف واحد بأن الشعب والشعب إيد واحدة.. أيوه الشعب والشعب مش الشعب والجيش، وتوحدت الحناجر على الهتاف ده اللي كان بيرج الشارع من أوله لآخره..
كنا طول الوقت ده واقفين والمسيرة بتضم علينا من ناحية البحر، والجموع اللي كانت لسه موصلتش، بتوصل
وبعدين صلينا العصر..


4-

المظاهرة كلها توقفت قدام بوابة المنطقة الشمالية العسكرية، من بعد صلاة العصر تقريبًا.. والاعتصام بدأ فعليًا بعد المغرب، وقبل كده كانت هناك محاولات للتحضير للاعتصام..
ليه توقفنا قدام المنطقة الشمالية مش زي كل مرة في محطة سيدي جابر؟
طبعًا لأننا كنا بنهتف المرة دي ضد تباطؤ المجلس العسكري في القرارات..
وكإسكندرانية جدعان رحنا لهم في عقر دارهم وهتفنا..


5-

من أطرف المواقف اللي حصلت اليوم ده، إن في عربية دخلت عكس اتجاه السير
(بمعنى أدق كانت داخلة طبيعي بس إحنا كنا خلينا الشارع اتجاه واحد)
طبعًا الناس شاورت لصاحب العربية عشان يلف ويرجع لأنه مش هيعرف يعدي.. وكانوا محترمين والله وكويسين محدش قاله حاجة.. بس هو نزل من العربية ووقف يبص على اللمة الكبيرة دي كلها، وكنا لسه قبل المغرب والعدد كبير.. فواحد من اللي واقفين سأله:
- في إيه حضرتك؟
الراجل بدأت تبان عليه بوادر العصبية وقعد يقوله بحدة:
- في إيه؟ في إيه؟ في إن دي وساخة وقلة أدب
وقام مشاور على الثوار..
خمنوا اللي حصل له إيه
هو محصلوش حاجة وحشة
محدش مد إيده عليه ولا حاجة، بس تقريبًا اتجمع حواليه ما لا يقل عن خمسين واحد كلهم مستاءين من شتيمته للثوار وعملوا حاجز قدامه عشان ميتقدمش بالعربية، ومنهم اللي زق العربية لورا كمان..
وعرفت وقتها إجابة سؤال: إيه هي قمة الغباء؟
:D


6-

كان في ظباط كتير ما بين رائد لحد عقيد بيقفوا يتكلموا معانا ويسمعونا ويردوا على استفساراتنا.. طبعًا كانوا بيكلمونا من وراء حجاب.. بمعنى أنهم كانوا ورا الأسلاك الشايكة والحواجز البلاستيك والحديد اللي محاوطة مدخل قيادة المنطقة الشمالية..
وإحنا قدام كل المتاريس دي..
الجميل أن الظباط كلهم كانوا محترمين وده مش جديد على الجيش من واقع تعاملي مع نقاط تفتيشه وخلال المظاهرات المختلفة شخصيًا..
وكان في ظابط بيقول أنهم كتبوا كل الهتافات وكل المطالب اللي سمعوها جوه، ومفيش عندهم حاجة بتستخبى.. وهيعرضوها كلها على القيادة، ساعتها إحنا هزرنا بأننا رحنا في داهية يعني خلاص، خصوصًا لو كانوا كمان بيصورونا.. وضحكنا كلنا متظاهرين على ظباط وعساكر..
بعد فترة اتكلمت مع عسكري لقيته واقف باصص في المجهول ولابس قميص واقي من الرصاص وبندقية كلاشينكوف حلوة كده.. بقوله هنسهركوا معانا شوية.. قاللي ياعم براحتكم ما إحنا منكم وانتوا مننا.. أنا قدامي 3 أيام وأخلص الجيش وأنزل معاكم.. رد زميله اللي جنبه إنهم دخلوا الجيش في وقت مهبب وكان زمانهم دلوقتي في المظاهرات كل يوم.. العسكري اللي باصص في المجهول كمل وقاللي: المشكلة أن حد يضرب فينا زي ما ضربتوا في الداخلية
قلت له: استحالة حد من اللي أنت شايفهم دول يضرب فيكم، لأننا كلنا كان لينا تار بايت مع الداخلية من سنين.. واول ما جت الفرصة أخدنا تارنا.. إنما أنتم ناس زي الفل ومشفناش منكم حاجة وحشة حتى الآن..
(طبعًا بتحدث عن المجموعة اللي في إسكندرية)
وبالتالي مفيش حد مننا هيضرب فيكم لأنكم زي ما أنت قلت الأول: مننا


7-

على الأرض فرش الناس شوية حُصر وقعدوا في مجموعات وحلقات، كل حلقة إما بتتناقش في المطالب اللي لسه متحققتش.. ما بين مؤيد ومعارض.. إما كانت حلقات سمر، بيغنوا فيها أغاني الشيخ إمام وأغاني الثورة، أو بيقولوا فيها شعر.. وكان في شاب لفت نظري أنا وصديقي أحمد يحيى، كان بيقول شعر بالعامية قريب من شعر وطريقة هشام الجخ.. كان لذيذ لحد ما بدأ يقول قصايدهشام الجخ نفسها، ساعتها كان بيحاول يقلده عشان كده مكنش على المستوى، بس مع ذلك كان كويس وحبة حبة كانت الحلقة حواليه بتزيد وكل ما يخلص قصيدة الحلقة كلها تصقف له..
في وقت ما كنت قاعد مع أحمد يحيى على رصيف الجزيرة اللي في وسط الشارع، والعربيات بتعدي قدامنا من الطريق المفتوح، وكل اللي فيها إما بيشاور بعلامة النصر.. أو بيبص بفضول.. أو بيحاول يبص قدامه بلا مبالاة.. أو بيبص بقرف..
في شاب وقف قدامنا لما الإشارة كانت مقفولة، ومعاه أسرته وسألنا:
- هو إيه اللي حصل تاني عشان المظاهرة دي؟
أحمد قاله:
- دي عشان حماية الثورة
الشاب ابتسم وقاله:
- أنا مع الثورة على فكرة..
ضحكنا وقلت له:
- فاهمك والله بس إحنا نزلنا عشان البطء بتاع المجلس العسكري
فجأة لقينا راجل كبير كان واقف على الرصيف جنبنا بيقوله:
- إحنا نزلنا عشان جرعة البنج راحت خلاص
ابتسم الشاب مرة تانية وقالنا:
- ربنا يوفقنا كلنا..


8-

الساعة سبعة إلا ربع بالظبط كده.. وفجأة.. من عند الركن الشمالي من بوابة المنطقة الشمالية، لقينا الناس فجأة بيجروا وزعيق وصوت حاجة حديد وقعت على الأرض، تصاعدت برقبتي لفوق كده عشان أشوف في إيه، وأنا قصير نسبيًا عشان كده معرفتش أشوف حاجة.. وطبعًا بقى في هرجلة كبيرة والناس البعيدة اتلمت واللي كان قاعد قام وقف بسرعة، وأنا تيقنت إن في بوادر معركة هتبدأ.. وتهيأت للصعق بالكهربا والشرطة العسكرية والكلام اللي كنت بسمعه بيحصل في التحرير وجامعة القاهرة.. وفي الآخر لقيت الناس اللي هنااااك في وسط المعمعة بتقول مفيش حاجة ياجدعان اهدوا خليكوا مكانكوا.. والحاجز الحديد بس هو اللي كان وقع واللي حصل قبله إن قوات الأمن الشعبي المصري
EPSF
Egyptian Public Security Forces
(ده الشعار اللي كان متعلق على أذرعهم)
أو يعني اللجان الشعبية بمعنى آخر
احتكت مع واحد من المتظاهرين بسبب سوء تفاهم، وطبعًا اللي مش شايف بيفتكر الجيش بدأ يضرب، فيطلع يجري.. ويبدأ التفاعل الانشطاري.. اللي بيجري يخلي اللي يشوفه يطلع يجري هو كمان.. وهكذا..
الحمد لله مجرتش
(H)


9-

وإحنا واقفين وقبل ما نقرر نمشي كان في شباب بداوا يلموا الزبالة والورق اللي على الأرض في أكياس زبالة سودا كبيرة..
وواحد كان ماشي بيعمل استطلاع رأي هل نعتصم ولا لأ.. عن طريق إنه بيشوف كام واحد هيقوله أنامعتصم وكام واحد هيمشي، ويشوف العدد هيكون كافي للاعتصام ولا لأ..
خصوصًا إننا فيإسكندرية كنا بنقول إننا هنعطي مهلة لتحقيق مطالبنا بمحاكمة مبارك والثلاثي الفاسد وتطهير الإعلام، لحد يوم 5 إبريل مدعمة باعتصام يومي.. لو لم تحقق المطالب يبقى هيكون يوم 6 أبريل يوم إضراب عام.. وطبعًا كلنا عارفين قيمة تاريخ يوم 6 أبريل عندنا كلنا :D


وكانت دي نهاية اليوم بالنسبة لي

لمشاهدة بعض الصور من جمعة إنقاذ الثورة

قصتي (اليوم سأتزوج بأخرى) المنشورة بجريدة الثوار

قصتي: اليوم سأتزوج بأخرى

منشورة بجريدة الـثــوار الإليكترونية: هنا
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...