
كنت مشغل شوية أغاني من كام يوم كده.. عمرو دياب على فيروز على منير على أنغام على موسيقى لعمر خيرت و شوية أغاني أجنبي.. و ألاقى فجأة جت فى النص أغنية غريبة مش عارف إزاى دخلت وسط الأغاني اللى مشغلها، بيقول فيها الراجل اللى مش عارف هو مين: " من خمسة لخمسة و نُظ (هو يقصد " و نص " بس هو بيقولها كده) و أنا واقف باستناك.. و عينيا عليك بتبظ ( " بتبص " برضو لكن هو ده نطقه ليها على كل حال) يا عبيبي و مش شايفاك ( " حبيبي " يقصد.. المفروض تفهموها بعد كده لوحدكم)..
الصراحة اندمجت مع الأغنية، و الأخ عمال يردد (يا عبيبي.. ياااا عبيبي).. و أنا أتسلطن معاه.. (يا عبيبي.. يا عبيبي).. و أنا أقوله أعد يا أستاذ أعد..
و إذ فجأة ألاقي نفسي بأفكر فى حاجة غريبة شوية.. و مش عارف دخلها إيه بالأغنية و لا بالمطرب خالد الذكر..
دماغي راحت للعلاوة أم 30 % اللى أعلن عنها الريس فى عيد العمال، و أعلن بكل حكمة أن العلاوة هتكون 30 % و مفيش حد أدنى، و أن الحكومة لازم تتصرف إن شالله يضربوا الأرض تطلع بطيخ (الريس ماقلش كده طبعًا) و طبعًا الناس كلها طلعت تقول: الله أكبر.. و الجرايد طلعت تشيد بالحكمة و الكرم و العطاء اللى اتسم بيهم الريس فى منحته للشعب المصري الغلبان.. و إن الشعب لازم يبوس إيده شعر و دقن و يحمد ربنا أن فى ريس زى ريسنا قدر يعلن عن علاوة زى دى فى وقت الدنيا كلها مولعة من الأسعار و مفيش حد بيرحم و لا بيفهم..
و مفيش يومين كان يوم إضراب 4 مايو.. و كان عيد ميلاد الريس كذلك - و كل سنة و هو طيب و عقبال مليون سنة يعنى -، طبعًا لا إضراب و لا يحزنون.. إضراب مين بس ؟!.. مش عيب علينا ؟.. بقى الريس يدينا علاوة.. و مش أى علاوة.. دى 30 %.. تلاتيييييييييييييين مرة واحدة يا شعب معندوش نظر.. نقوم إحنا نعمل إضراب و نوقف المركاب الواقفة (آه الواقفة مش غلطة كتابية) و نقول للناس متروحوش شغلكم و لا مدارسكم و لا كلياتكم ؟!.. لا و كمان بنطلب مرتبات و شغل و حياة كريمة ؟!.. مش معقولة إحنا معندناش دم للدرجة دى و انعدم مننا العرفان بالجميل..
عدى يوم الإضراب و الناس لا أضربت و لا حاجة.. و الشوارع كانت زى الفل، و الكليات مليانة طلبة، و المدارس مليانة تلامذة و المكاتب مليانة موظفين بيحلوا سودوكو (ما هى راحت على الكلمات المتقاطعة) أو بيقوروا كوسة و بتنجان.. و الدنيا آخر منجهة.. ده حتى الأمن المركزى فى إسكندرية مكنش باين.. تقريبا كانوا عاملين إضراب ؟؟
المهم يعني أن الدنيا كانت زى الفل.. ربيع و الجو بديع و الإضرابات واقفة و كله تمام.. و محدش على لسانه غير العلاوة.. العلاوة.. العلاوة.. زى العنب العنب العنب كده..
و هوب.. على طريقة أفلام Ocean's eleven.. الفيلم قرب من نهايته، و انقلبت الأحداث.. و المشاهد اللى كانت بتتعرض علينا طلعت فى الكازوزة و أى كلام.. و اكتشفنا أن الموضوع كله خدعة كبييييييييييرة.. و إن أبطال الفيلم قدروا يخدعوا السذج اللى بيحاربوهم طول الفيلم، و نجحوا فى مخططهم و الأشرار معرفوش يعملوا الإضراب بتاعهم و لا يعملوا حتى نص مظاهرة..
شفنا أن الأسعار رجعت تزيد أضعاف الأضعاف.. و إن البنزين ولع مرة واحدة و أنا خايف للولعة بتاعة أسعاره تمسك فيه و تبقى كارثة.. السولار ضرب فى العالي.. تاكسيات و ميكروباصات رفعوا أجرتهم معتمدين على تصريح الحكومة بزيادة اجرة الميكروباصات بنسبة 25 % - تقريبًا - و ما شاء الله معلقين الخبر متصور من الجرنان فى قفا كرسي السواق علشان اللى يركب يلاقيها فى وشه خبط لزق و ميقدرش يفتح بقه مع السواق و لا يقوله تلت التلاتة كام (مع إن تلت التلاتة واحد و باينة يعني)..
و العملية انعكست على النقل بشكل عام.. و النقل مش بس مواصلات و ناس و ركاب و ميكروباصات و تاكسيات.. لا ده كمان فى التريلات (العربيات النقل) و دى بتحمل بقى المواد الغذائية و مواد البناء و كل اللى قلبكم يحبه.. يعني المواد الغذائية كمان سعرها يزيد و مواد البناء تزيد اكتر ما هى زايدة..
و متنسوش أن السولار بيشتغل فى المصانع.. و المصانع كده هترفع سعر المواد اللى بتطلع منها.. مواد خام بقى أو غيره.. و أنتوا عليكوا يا مواطنين يا غلابة - و أنا كمان - ندفع تمن كل ده.. إزاى ؟ أنتوا بتسألوا إزاى ؟!
من التلاتين فى المية طبعًا..
و رجعت الناس تدعي على الريس و على الحكومة و على الأسعار و على العيشة و اللى عايشنها..
بس سؤال بقى قبل ما نظلم حد و ندعي على حد من غير لزوم، سؤال يرجعني للأغنية اللى كنت بأسمعها فى الأول..
هل إحنا أسأنا الظن بالريس لما قال 30 % علاوة و هو يقصد حاجة تانية ؟!
مش يمكن كان يقصد زى مطربنا الهمام - مجهول الهوية - ما بينطق الحروف كده، أنهم 30 % (حلاوة) بس العتب على السمع و نطقه مع بعض ؟!
أنا متهيألى انه يقصد كده.. و ساعتها لو ظني طلع فى محله.. يبقى إحنا ظلمناهم و دعينا عليهم بالغلط.. لأن القانون لا يحمي المغفلين.. و إحنا المغفلين اللى انضحك عليهم، و اتاكل بعقلهم (علاوة) يا عبيبي !!