أجريت هذا الحوار فى صيف 2001 بعد أحداث انتفاضة الأقصى فى سبتمبر 2000، و كان عبر برنامج الأوديجو الذى كان الأفضل بالنسبة لى وقتها
الحوار مستفز، و ربما رآه البعض منقوصًا أو كان يحتمل المزيد.. لكن توقيت الحوار اختلف بالتأكيد عن هذه الأيام، كما أننى كنت وقتها مختلفًا فى التفكير و غير متعمق فى القضية كما تعمقت الآن
تم اختيار هذا الإسرائيلى بعشوائية تامة.. و بدأت معه الحوار بالإنجليزية.. إليكم الحوار و أرجو أن يعجبكم
*************************
اسمك ؟
قبل اسمى.. أنا سعيد للغاية لأننى وجدت أخيرًا من لا يكرهنى من العرب
ربما.. و الآن ما هو اسمك ؟
اسمى " شاى " و معناها هدية بالعبرية
shay
ماذا تعمل يا شاى ؟
أنا محامى و أسكن فى تل أبيب
ما رأيك بالهجوم الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية فى الآونة الأخيرة ؟
هناك 432 إسرائيلى قتلوا فى الهجمات الإرهابية العام الماضى
أحدثك عن الهجوم الإسرائيلى.. الذى سقط أمامه المئات من الفلسطينين فى أيام قليلة ماضية و ليس خلال عام كامل ؟
لا.. هذا رقم مبالغ.. إنهم 200 تقريبًا.. الباقون عبارة عن قوات إرهابية
و ما الذى يجعلك متأكدًا من ذلك ؟
لأنهم يهاجمون الأبرياء
شارون أيضًا يهاجم الأبرياء الفلسطينين.. هو إذن إرهابى
لا هو ليس إرهابيًا.. شارون يفعل أقصى ما عنده لحماية إسرائيل.. و هو لم يقتل أى مدنيين.. فقط الإرهابيين
هل ترى أن الأطفال ضحايا الهجمات إرهابيون ؟
الأطفال الذين يحملون القنابل و المسدسات هم إرهابيون
و ماذا عن الرضع الذين لا يفقهون شيئًا فى الدنيا بعد ؟
يا صديقى الأمهات الفلسطينيات يرضعهن ليصبحن إرهابيين و يربيهن على ذلك
لست صديقك، كما أن حكمك هذا جائر.. فمهما يكن.. إنهم أطفال
جيشنا يحاول أن يشعرنا بالأمان حتى لو قتل الأطفال
و هل ترى أنك بهذا تشعر بالأمان ؟ و عمومًا هل تشعر بالأمان فى حياتك ؟
نعم أشعر بالأمان.. و دعنى أخبرك أنكم لا يجب أن تكونوا فى حرب معنا
حكومتك هى التى تشعل الحروب أم أنك ترى عكس هذا ؟
حكومتى تدافع عن أرضنا و شعبنا و هى ليست سيئة إلى هذا الحد.. أنت فقط لا تعيش هنا لذلك لا تعرف.. ألم تفكر فى زيارة إسرائيل ؟
بلى لم أفكر.. فكرت فقط فى زيارة فلسطين
إنها ليست دولة.. إنها حفنة عصابات فاسدة.. بخلاف إسرائيل
استفزنى الرد للغاية فقلت
بل إسرائيل و من قبل أن توجد و هى عصابات متطرفة و هى كذلك حتى الآن
لا لسنا كذلك.. إننا متحضرون و نشبه الولايات المتحدة
هذا طبيعى.. فأمريكا هى الأم الروحية لإسرائيل
أمريكا ترعى جميع دول العالم و هى تعطى مصر الأموال و الهدايا
لكنها تعطى إسرائيل الأسلحة و آلات الحرب أليس كذلك ؟
نعم لكنها تفعل ذلك حتى تستطيع إسرائيل الدفاع عن نفسها
هل ترى أن إسرائيل بحاجة إلى كل تلك الأسلحة لأنها تخاف من طفل يقذف دبابة بحجر ؟
الطفل يمكنه أن يقتل جندى
هل الحجر فعّال إلى هذا الحد ؟
نعم.. فالحجر فى الرأس قاتل
و ماذا عن البنادق و الصواريخ ؟
قلت لك أنها للدفاع عنا و هى ترد على الهجوم بالحجارة.. و آسف الآن على أن أذهب
هل هذا هروب من الحوار ؟
لا .. لدى عمل الآن.. إلى اللقاء
لا أظننا سنلتقى مرة أخرى
***************************
و هكذا انتهى الحوار المستفز الذى استمر قرابة ساعة و نصف الساعة مع المحامى الإسرائيلى ( شاى ) المقتنع تمامًا بأن جميع الفلسطينين إرهابيين حتى الرضع منهم، و قد يكون مقتنعًا بهذا الكلام أو مؤمنًا به لأنه لا يعرف غيره، يساعده على ذلك أن وسائل الإعلام المتاحة له لا تروج إلا لهذا الفكر فقط، هذا يبرز دور وسائل الإعلام فى التوعية و إبراز الحق و تضليل المواطن.. و هو ما يتفوق فيه عدونا علينا.. قوة الآلة الإعلامية
و إلى اللقاء الآن