فوجئت بهذا الخبر، العجيب الغريب، بعد أن كانت الأخبار كلها تتكلم عن تصدر كتاب الخليج البريطاني للصحفي والباحث الصديق إيهاب عمر، قمة مبيعات معرض الرياض الدولي للكتاب بالمملكة العربية السعودية.. ثم فجأة تتغير الصورة، وتنقلب الأحداث بشكل يحدث في الأفلام فقط، فتتم مصادرة الكتاب - وهو الفعل الذي يمكن تفهمه من جهة الجانب السعودي - ثم توسيع رد الفعل ومصادرة كتب الدار كلها وإغلاق جناحها - وهو ما لا يمكن تفهمه إطلاقًا - ثم الطامة الكبرى وهي احتجاز أيمن شوقي - كما هو مكتوب في الخبر أعلاه - واستجوابه لمدة أربع ساعات..
الخبر أعلاه من جريدة الموقف العربي، وقد نشر عنه إيهاب تدوينة في مدونته، لكن ما لفت انتباهي فيها أمران هامان جدًا: الأول هو تفكير الناشر في سحب الكتاب من السوق المصري.. وثاني الأمرين هو اختفاء الكتاب من السوق المصري..
لا أعرف إن كان قد تم سحب الكتاب بالفعل أم لا، لكن مجرد التفكير في سحب الكتاب هو خطأ كبير في حق الكاتب والكتاب والناشر ودار النشر معًا..
إنني متفهم جدًا للأسباب التي يمكن أن تجعل الناشر يفكر في هذا الأمر، فهو مقبل على معارض كثيرة في مختلف أنحاء الوطن العربي، ومكسبه الأدبي من خلف تلك المعارض لا يعد ولا يحصى، خاصة وأن داره تحظى بنجاح وشعبية كبيرة بين الأوساط الأدبية المصرية والشباب أنفسهم الذين وجدوا مكانًا يتحمس لهم ولنشر أعمالهم، وتأخذ لنفسها مكانة ممتازة على الساحة الأدبية..
لكن لا يجب أن يُسحب الكتاب من الأسواق المصرية، لأن مصر دولة لها قوانينها الخاصة أولا، كما أن الكتاب أجيز بالفعل في مصر، وسحبه بواسطة الناشر هو رد فعل أكبر من رد الفعل الطبيعي في هذه الأمور.. بل إن الناشر هو في الموقف الأقوى، خاصة وهو على أرضه هنا.. ويمكنه أن يثير القضية كما يريد..
المشكلة بالفعل الآن تتمحور في ثلاث اتجاهات، الأول هو مصير أيمن شوقي الذي لا يجب أن ننسى أنه مصري، ويواجه الموقف وحده في السعودية من منع من السفر وتهديد بوقف عمله في السعودية وما إلى ذلك، وأتمنى إن قرأ هذه الكلمات أن يرد بتعليق واحد يطمئننا فيه عليه وعلى موقفه هناك..
ثاني الاتجاهات هو إيهاب عمر وكتابه.. ما الذي يمكن أن يحدث له هناك - الكتاب أقصد - بعدما تمت مصادرته؟! هل يمكن أن تمتد يد المصادرة إلى هنا؟! هل يمكن أن تكون هناك مطالبة رسمية بمصادرة الكتاب؟ هل حدث هذا من قبل كي يحدث الآن؟!
أما الاتجاه الثالث فهو دار النشر وموقفها من هذه القضية.. ومن رأيي أن موقف دار النشر قويًا للغاية.. هناك كتاب، جميع الإجراءات القانونية والرسمية اتخذت قبل طبعه.. وصدر بالأسواق بالفعل معتمدًا على مراجع سابقة له قالت نفس الكلام، وربما أكثر.. لذلك فالموقف قوي.. ولا داعي لأية خطوة لتهدئة الموقف - كسحب الكتاب - وهي خطوة لا ضرورة لها إطلاقًا..
إن ما تعرض له كتاب الخليج البريطاني، ودار اكتب للنشر من خلفه، يدخل تحت بند إرهاب الفكر، وقلت من قبل أن السعودية تفعل ما تشاء، وتصادر كما تحب، فهذه قوانينها وهذا نظامها، لكن هذا لا ينفي أن المصادرة في حد ذاتها أصبحت من أفعال الماضي الغبية التي لا تؤدي إلى أية نتيجة.. فالكتاب سيتواجد مهما تمت مصادرته في عصر لم يعد فيه الكتاب المطبوع فقط هو المصدر الوحيد للمعلومة.. الكتاب يمكن أن يجده أي إنسان، فقراصنة الإنترنت لم يتركوا شيئًا إلا ونسخوه..
وإذا كانت مصادرة الكتاب هي الطريقة الوحيدة لمواجهة ما جاء فيه، فهو حل ساذج لا عقلانية فيه إطلاقًا.. وكان الحل الأمثل هو مواجهته بدلائل ومصادر وكتب أخرى إما تنفي ما فيه كله، أو تؤكد على شيء وتنفي آخر.. أما ما حدث، فهو يعني أن الكتاب يقول الحق الذي لا يريد أحد أن ينتشر ويعرفه البقية..
يجب أن نتكاتف جميعًا الآن ونقف جبهة واحدة ضد ما يحدث.. وأن نساند العزيز أيمن في موقفه هناك.. ونساند الكاتب الذي صودر كتابه، ونساند دار النشر التي تعرضت بأكملها للمصادرة لأجل كتاب واحد..
وأسجل من هنا موقفي برفض كل ما حدث.. وبمساندة جميع من له حق بكل ما أملك من وسائل إن شاء الله.. كما سأقدم أية مستجدات هنا عبر المدونة بإذن الله تباعًا..
تحياتي
هناك تعليقان (٢):
العزيز / عمرو عز الدين
لك كل التحيه والتقدير واسمح لى بتعليق بسيط
اولا الموقف من السعوديه يجب ان يتم الرد عليه بسلوب علمى بحت بمعنا
الاول الكتاب فى الكثير من الامور المبالغ فيها وهذه ما اجبر وزارة الثقافه للئعتزار رسميا للمملكة العربيه السعوديه......
وانت تعلم معنى الاعتزار
يعنى من الاخر دولتك تعلم مدى الاخطاء
الموجوده ضم الكتاب >> اخى الكتاب يتحدث عن تاريخ دوله ومش اى دوله
اعرف ان تعليقكى ممكن يدايق ناس كتير
ولكن دعنا ننظر للحقيقه
مع حتياتى
نفرض الكتاب كله خطأ هذا لا يعطي الحق بمصادرته. انشر كتاب ارد فيه عليه والناس تحكم.
إرسال تعليق