كنت أجلس في السايبر.. أعاني من زحام الأطفال وضوضائهم كالمعتاد..
فلمحت ذلك الطفل يقف بينهم..
كنت أعرفه فهو وجه مألوف، وكثيرًا ما جعلني أشد في شعري غيظًا..
لكنه - هذه المرة - كان يحمل في يديه كتبًا صغيرة..
ناديته..
- إيه الكتب اللي معاك دي ؟
ابتسم محرجًا وقال:
- دي كتبي..
مددت يدي طالبًا رؤيتهم، فاستشعر الطفل خوفًا وتردد، ثم مد يده بهم إليّ..
كان الكتاب الأول من سلسلة اقرأ !!!!
(الأكاذيب الصهيونية) من بداية الاستيطان حتى انتفاضة الأقصى - د. عبد الوهاب المسيري
!!!!!!!!!!!!!!!!
قلت له مندهشًا:
- ده كتابك؟!
فهز رأسه و قد غزا وجهه حمرة الخجل قائلا:
- آه .. أصل انا بحب أقرا..
سألته:
- اشمعنى الكتاب ده؟!
أجاب:
- عشان فيه معلومات عن إسرائيل !!!!!
ازدادت دهشتي.. ثم نظرت في الكتاب الثاني، فكان:
(حب في الجامعة) - ديوان شعر فصحى - د. محمد شحاته 2006
سألته:
- بتحب الشعر؟
أجاب بإحراج أكثر:
- آه..
قال صديقه مازحًا:
- عشان يا عمو ده شعر حب..
قلت له:
- وإيه يعني؟.. الشعر حلو في كل الأحوال واللي بيقراه بيستفيد منه كتير..
ثم التفت للطفل صاحب الكتب وسألته مجددًا:
- عندك كام سنة يا (عز) ؟
نعم فالطفل اسمه (عز الدين)
قال بابتسامة خجلى:
- عندي 11 سنة..
قلت له:
- طب أنا هأقرا الكتاب بتاع إسرائيل.. وهأجيبلك كتب من عندي تقراها.. اتفقنا؟!
قلتها متذكرًا أعداد سلسلة اقرأ التي عندي والتي يمكن أن أمده بها، فقال:
- براحتك يا عمو.. بس جيبلي حاجة على أد سني..
قال المقطع الأخير وهو يبتسم ابتسامة بريئة، فضحكت بشدة قبل أن أقول له:
- يا راجل.. يعني الأكاذيب الصهيونية ده على أد سنك؟!
فابتسم من جديد.. بينما عدت أمام الجهاز مفكرًا..
لسه في أمل رغم كل شيء..
هناك ٥ تعليقات:
انبسطت جدا لما قريت الموقف دا .. علي فكرة بحس ان ربنا بيبعت كل فترة موقف زي دا لينا عشان منفقدش الامل في الاجيال اللي جاية
أكيد لسة فيه أمل إن شاء الله ..
و بإذن الله السطحية و التفاهة مش هي اللى حتنتصر..
زى ما إيهاب قال ... فعلا بتلاقى مواقف زى دى بتحصل من فتره للتانيه
وفعلا مازال هناك أمل ... مادمنا أحياء
جميلة جدا التدوينة دي
من وصفك وكلامك حسيت اني شايفة الموقف مباشر ..
وصلت معاه لفين دلوقتي ؟ :D
تعليق أراه لا يحمل أي قدر من التأخير
ستة أشهر فقط!
لا أفهم سبب تعليقي علي هذه بالذات
وتركي لكل ما يعلوها,لا أجد تفسيرا إلا أنني( بجيب من الآخر)
صعب جدا الأمل يروح وهناك مئات عزالدين
في كل أنحاء المحروسة..
أبقي أفتكرني بكتابين ولا حاجة..(وجه يحمل أبتسامة..تتسع..وتتسع..وتتس..
إرسال تعليق