
حان الوقت لبداية جديدة..
حان الوقت على كل المستويات..
أتذكر فجر القاهرة.. أمام محطة رمسيس، حيث أراقب الشوارع شبه الخاوية، وتتناهى إلى مسامعي نداءات السائقين..
" يلا واحد اسكندرية اسكندريااااااااااااااااااااا "
إلى جواري كان يقف يوسف مستندًا إلى الحاجز الحديدي المطوق للرصيف، حيث أخذنا نتذكر أحداث اليوم الطويل جدًا.. يوم 18 مارس.. اليوم الذي بدأ ونحن معًا وانتهى ونحن معًا..
نتأمل الشوارع وهو يقول لي:
- إحنا بننزل هنا نغسل همومنا ومشاكلنا.. بعدين نرجع لها تاني.. ولو في يوم نزلنا هنا واستقرينا، واحدة واحدة هيبقى لينا همومنا ومشاكلنا، بس مش هتكون زي اللي هناك.. اللي هناك مشاكل وهموم مالهاش حل غير أنك تتعايش معاها ومع الأمر الواقع، لأن حلها مش في إيدك.. كمان تراكمتها مجتش في يوم أو اتنين.. دي تراكمات على مر السنين..
أوافقه على كل ما يقول..
كل شيء من حولنا يحتاج لبداية جديدة.. لأن كل القديم أصبح معقدًا ومتشابكًا بشكل مخيف.. جرب أن تواجه مشكلات بيتك.. مشكلات عملك.. مشكلات أصدقائك.. مشكلات شارعك.. حياتك..
جرب وفي النهاية ستجد نفسك تبحث عن بداية جديدة..
كما يقول صديقي مهند:
- بداية جديدة.. هوية جديدة.. وجه جديد..
كأننا في برنامج حماية الشهود الأمريكي..
جرب أن تحل مشكلات بلدك نفسها.. ستجد أنك في حاجة لبداية جديدة..
تفكر في عمق.. متى بدأ كل هذا؟
متى أصبحت المشكلات بهذا التعقيد؟ متى تسربت من بين يديك همومك بعد أن كانت صغيرة ويمكن القضاء عليها، فتضخمت وصارت كالجبال فوق كتفيك؟
لن تجد إلا إجابة واحدة.. أنت في حاجة إلى بداية جديدة..
هل تفر من بيتك؟ هل تغادر مدينتك وتذهب لأخرى تبحث فيها عن بدايتك المفقودة؟
أم هل تغادر بلدتك كلها.. تتركها لمن فيها وتذهب خارج حدودها، حيث وجوهًا غير الوجوه وألسنة غير الألسنة؟
لن تجد سوى.. أنك في حاجة إلى بداية جديدة..
البداية التي لابد أن تقترن بنهاية مقابلة لحياتك القديمة..
لكن كل هذا قد لا يحدث.. قد لا تجد بداخلك القوة اللازمة للبدء من جديد.. أو أن تجد البداية الجديدة وأنت في مكانك..
فماذا عنك؟