ربما لن يقرأ أحد هذه الكلمات.. لأنني لن ألفت لها انتباه أي إنسان كما أفعل دومًا..
وطالما لن أُظهرها فلن ينتبه لها أحد..
وهذا أفضل..
وهذا أفضل..
*****
كنت في الماضي أحب الكتابة عن دواخلي.. أفراحي وأحزاني.. انشراح صدري ومكنونات قلبي..
لكنني صرت الآن مثقلا بما فيه الكفاية.. ما بداخلي تعاظم حتى صار كالجبال، فلم أعد أعرف لها مبتدى ولا منتهى..
صرت أكره السفر..
يقولون لي: سافر..
يقولون لي: البلد لم تستقر بعد.. سافر واصنع لك قرشين تنتفع بهم وقت ضيق ذات اليد..
يقولون لي ويقولون لي ثم يقولون لي..
لا أحد يدرك كم أكره السفر..
كم أكره الابتعاد عن الأحباب..
إنهم يتساقطون ولا أراهم إلا هابطين إلى جوف الظلمة المقبضة..
لماذا لا أكون إلى جوارهم فأقبلهم وأودعهم الوداع الأخير؟
لأنني على سفر.. أو تبعدهم عني المسافات..
الآن لم يبق منهم إلا قليلا..
آخر الأحباب -دومًا- أعظمهم..
فلماذا أسافر ثم أعود بعد فوات الأوان؟
*****
الشمس تقتلني ولا أطيقها في الصيف.. ولست أظن أن هناك من لا يشاطرني هذا الشعور..
تتسلط فوق رأسي وتظل محدقة بي.. تشعلني وتنتزع مني قطرات العرق عنوة.. فيتجفف داخلي وتتفاقم حاجتي لتبديد هذا الجفاف.. أبحث عن شيء يرويني ويفجر داخلي ينابيع الحياة.. لكن القطرات ما تدخل إلا كي تلتقطها الشمس مرة أخرى..
تحت الشمس سرت عائدًا من سفري وغصة تخنقني.. أشعر بباطن قدمي ملتهبًا.. لكنني لا أهتم..
لماذا أهتم؟
أصل للقرية بعد فوات الأوان -كالعادة- فأجد العيون المحمرة من أثر الإرهاق/ عدم النوم/ البكاء.. أصافح أقاربي وأحتضنهم.. تتجمد الدموع في عينيّ محاولا أن أبدو صلبًا..
أقف في مدخل المضيفة لأتلقى العزاء، وقد غابت الشمس وفرض الليل سطوته.. لكن رأسي لا تزال مشتعلة.. صارت تطرد كل ما اختزنته من حرارة طوال اليوم..
أيتها الشمس الكريهة صيفًا، المحبوبة شتاءً.. يكفي ما فعلتيه في الصباح فخذي حرارتك واتركيني الآن في سلام..
*****
المدينة الفاضلة..
لن تتواجد فوق الأرض..
المدينة الفاضلة تتنامى بداخلنا..
مدينتي الخاصة هي حيث يتواجد كل أحبابي..
وحتى هذه المدينة لن تتواجد..
فوق الأرض أو تحتها..
داخل أعماقي أو خارجها..
لأن الأحباب -على كثرتهم- ما صاروا هنا..
*****
سَفَرٌ طويل.. وشَمسٌ حارقة..
ثم مَوت!!
هناك ٤ تعليقات:
جميله جداااااااا
ليه كده؟
:)
كلمة ونص:
شكرًا يامحمود على مرورك وكلماتك :))
أحمد يحيى:
معلش بقى استحملني
:)
جميل
كيمو
إرسال تعليق