هذه القصة كتبتها لأول مرة كمسرحية لفرقة مسرح كلية الزراعة بالإسكندرية، في 2004، ولم نستطع وقتها أن ننجز هذا المشروع، لذلك حولتها قصة على أمل نشرها في مكان آخر، والآن بعد أن قامت الثورة، فقد أصبحت القصة من العصر البائد، والحمد لله أنها لم تتحقق على النحو الذي ستقرأوه بعد قليل.. القصة طويلة نوعًا لذلك قررت نشرها على حلقتين بإذن الله، وهذه هي الحلقة الأولى وأتمنى أن تروق لكم.
يمكن قراءة الحلقة الأولى من: هنا
تحت علم لظلوظيا
(الحلقة الثانية)
******
جريدة رئيس لظلوظيا القومية
الصفحة الأولى – إعلان هام
يعلن مجلس وزراء جمهورية (لظلوظيا) الحرة عن فتح باب التقدم لمنصب قيادي مهم في الدولة لمدة أسبوع من الآن.
شروط التقدم:
- أن يكون المتقدم ذكر، بالغ، متفرغ.
- أن يكون لظلوظي الجنسية، من أبوين لظلوظيين.
- أن يكون ذو اسم ثلاثي رنان.
- أن يكون صغير السن، كي يبقى في هذا المنصب لأطول فترة ممكنة.
- ألا يكون ملظلظ، يفضل الرفيع الذي لا يبدو على الأرض.
- ألا يكون من ذوى النشاط السياسي أو الحزبي (يستثنى من ذلك حزب لظلوظيا الوطني).
- أن يكون معه لغة أو اثنين على الأقل، وأن يكون يجيد اللغة اللظلوظية بحيث لا يكسر المبتدأ ولا ينصب الخبر..
- أن يكون من محبي الوطن الحر.
يتم التقدم بالطلبات إلى مبنى مجلس الوزراء، ويتم تقديم المقبولين للاختبارات الخاصة لهذا المنصب.
***********
جلس رئيس الوزراء خلف الطاولة العريضة إلى جوار لجنة الاختبارات المكونة منه ومن وزير الأمن ومساعديهما كي يستقبلوا المتقدمين، بعد أن أصبح عدد المتقدمين ثلاثة رجال وامرأة واحدة.. هذا قبل أن ينادي الحاجب على الأول، فدلف إلى الحجرة شاب متوسط الطول، بالغ الأناقة.. بادره رئيس الوزراء بسؤال فوري:
- اسمك الثلاثى إيه؟!
- (سمير علي الدوغري)..
- الدوغري؟! ولا ينفع مكوجي حتى!!
قالها رئيس الوزراء في سره، ثم رفع صوته مكملا:
- قولي يا سيد (دوغري).. أنت عارف جاي تشتغل إيه؟!
- لأ.. بس أنا ممكن أشتغل في أي منصب قيادي.. لأني طول عمري في المناصب القيادية.. كنت رئيس أصدقاء مكتبة المدرسة لحد إعدادي في مدرسة سان فيليب دو أنشانتيه الإعدادية المشتركة بنين.. وفي ثانوي كنت رئيس الشرطة المدرسية، أما في الكليـ...
- مشتركة بنين إزاي؟! بعدين مكتبة إيه وشرطة مدرسية إيه يا بني أنت؟! إحنا عاوزينك تبقى رئيس الجمهورية..
- رئيس مرة واحدة؟! طب إزاي؟!!! هنعمل ثورة في البلد ونحرق مترو الأنفاق؟!
- الرحمة يا رب.. لا يا بني كفاية حرايق البلد مش ناقصة.. كل ما في الأمر إن الريس مات وعاوزينك مكانه..
وقبل أن يبدي (الدوغري) مفاجأته بالأمر، هتف به وزير الأمن:
- تعرف علم لظلوظيا مضمونه إيه؟! انطق اعترف يا مجرم..
استدار (الدوغري) في رعب برأسه نحو علم (لظلوظيا)، الذي يتكون من خطوط طولية سوداء على خلفية بيضاء.. وأخذ يحملق فيه مليًا قبل أن يهتف بانتصار:
- أيوه.. دى فانلة اليوفنتوس.. كنت بحب ألبسها في حصة الألعاب..
تظهر خيبة أمل على وجه رئيس الوزراء وهو يقول بخمول:
- اللي بعده..
بينما قال وزير الأمن لمساعده:
- متنسوش ترموه في المعتقل لحد ما الاختبار يخلص..
هنا دلف شاب في أوائل العشرينات، يرتدي تي شيرت وبنطلون من الجينز، فسأله الوزير السؤال المعتاد، فأجاب:
- اسمي (سليمان بكر الخنفري).. اسم مش كول، لكن بيس أهو يمشي..
- مؤهلاتك إيه للمنصب القيادي؟!
- شوف يا مان أنا ممكن أمسك أي حاجة.. كنت ماسك اللجنة الاجتماعية في اتحاد الطلبة أربع سنين في المودرن كوليج أكاديمي يونيفيرستي.. نظمت رحلتين لمدينة لظلوظيا بارك، ورحلة لبرج لظلوظيا القزم..
- اشتغلت رئيس جمهورية قبل كده؟!
تنحنح (الخنفري) وأجاب بعدم فهم:
- امبوسيبول.. ودي هشتغلها فين يا مان؟
- طب قولي علم لظلوظيا دا بيدل على إيه؟
- الأبيض هو لون السلام والأسود اللي فوقيه لون الحروب والاستعمار المطين بستين طين..
رئيس الوزراء: اللى بعده..
وزير الأمن: في المعتقل..
هذه المرة دخلت سيدة، في أوائل الثلاثينيات، ترتدى منظار طبي سميك العدسات، نظرت لهما دون كلمة، بينما سألها رئيس الوزراء عن اسمها، فأجابت:
- (نازك سيد لاظوغلي)..
- أنتي جاية من الآستانة على هنا ولا إيه؟!!
- نعم؟؟!!
- الوزير بيسألك عن مؤهلاتك يا مدام (نازك)!!
- آنسة لو سمحت.. ده أولا.. ثانيًا أنا مديرة للحركة النسائية نحو تصحيح الأوضاع..
- تقدري تعرفي في كام رئيس جمهورية لبلدنا؟!
- كام؟! على ما أذكر من كتب التاريخ القديمة هما تلاتة.. اتنين من أيام المماليك تقريبًا، ورئيسنا الحالي..
- تقدري تقوليلى علم لظلوظيا ده بيدل على إيه؟!
- طبعًا.. بيدل على قمع الحريات النسائية، والخطوط السوداء القليلة دي بتدل على قهر الرجال اللي بدأ ينحسر طول ما في مرأة مثقفة وواعيـ..
- خلاص يا آنسة (نازك) إحنا متشكرين على تعبك تقدري تتفضلي.. اللي بعدها..
وزير الأمن:
- وعلى المعتقـ... لا.. دي على مستشفى المجانين ومتطلعش خالص..
ثم التفت لرئيس الوزراء متسائلا:
- هو صحيح علم لظلوظيا ده بيدل على إيه؟!
- حتى أنت يا معالي الوزير؟!
- طب وأنا هعرف منين؟! أنا هقضي على الجريمة ولا أقعد أعرف العلم بتاعنا مدلوله إيه؟
- خلاص هبقى أقولك بعد ما نخلص..
هنا دخل رجل يبدو على وجهه تعبير الاشمئزاز دونما سبب واضح، فسأله رئيس الوزراء عن اسمه، ليجيب قائلا:
- اسمى (مجدي فكري مجدي).. اللهم لا اعتراض..
- يا ساتر.. طب مؤهلاتك إيه يا أستاذ (مجدى) للمناصب القيادية؟!
- مفيش.. أنا ماليش في المناصب القيادية.. أنا مؤمن بالليبرالية..
- أمال جاي هنا ليه؟! ودخل الليبرالية إيه في اللي قلناه؟
- مجرد تجربة بخوضها وخبرة جديدة من خبرات الحياة بضيفها ليا.. بعدين الليبرالية دي في كل حاجة.. حتى الطبيخ فيه ليبرالية..
- طب قولي يا أستاذ ليبرالى تعمل إيه لو اتعرض عليك منصب رئيس جمهورية؟
- هفكر طبعًا.. وغالبًا هرفض..
حاول رئيس الوزراء أن يكبت غيظه فصمت قهرًا، فألقى السؤالَ وزيرُ الأمن هذه المرة:
- علم لظلوظيا بيدل على إيه؟!
- بيدل على تخلف الفكر اللظلوظى.. العالم كله بالألوان.. التليفزيونات والسينما وأعلام الدول الأخرى.. يا راجل دي ساحل العاج علمها ملون وإحنا لسه أبيض وأسود.. ولسه.. هنتراجع أكتر..
- متشكرين على اهتمامك يا أستاذ (مجدى)..
ثم التفت وزير الأمن لمساعده وقال:
- ورا الشمس عدل..
سرعان ما هتف رئيس الوزراء بعد خروج المفكر الليبرالي:
- كده كفاية.. أنا مستقيل وتولع البلد..
- بلاش يأس يا فندم.. لسه فيه أمل..
- مفيش خلاص.. اجمعلي الوزرا تاني.. الموضوع لازم يتحل بطريقة تانية..
- طب وألوان العلم معاليك..
-...................................
***********
جلس الوزراء مرة أخرى في حجرة اجتماعاتهم، وهم لا يعرفون ماذا حدث.. ثم دلف رئيس الوزراء محني الظهر من الهم، قبل أن يجلس ويقول:
- بصوا بقى يا إخوانا.. موضوع الإعلان ده فاشل.. ومن غير ما نوضح طبيعة المنصب محدش هييجي مناسب أبدًا..
قال وزير البيزنس:
- طيب نعمل إيه معاليك.. نستورد رئيس من بلد تانية؟!
- كمان هنستورد رئيس مش مكفيك كل اللي بنستورده.. كمان يا جماعة مش معقول هنفضل كل ده من غير رئيس.. الدول التانية بدأت تقلق.. والمعارضة مش سايبانا في حالنا.. والصحافة شغالة على ودنه وعمالة تسأل عن صحة الرئيس وهنتقفش قريب..
- الصحفي اللي بيسأل عن صحة الرئيس ده ممكن نبهدل أهله بس أنت تأشر معاليك..
وقبل أن يجيب رئيس الوزراء، انفتح باب حجرة الاجتماعات فجأة، ودلف عبرها رجل صارم الملامح أشقر الشعر، فصاح به رئيس الوزراء:
- أنت رايح فين يا أخ.. فاكر نفسك داخل مولد؟
وضع الرجل يديه في جانبيه قائلا بتكبر:
- أنا أدخل أي مكان أنا عاوزه هنا.. أنا ابن الرئيس..
حملق فيه الجميع بذهول، قبل أن يسقط رئيس الوزراء فاقد الوعي..
***********
"من خمسة وتلاتين سنة، خرج بابي في رحلة للاتحاد السوفيتي قبل ما ينهار طبعًا.. كان بيقابل الرئيس السوفيتي وقتها.. قام الرئيس السوفيتي عزمه على كشرى سوفيتى من محلات (KGB – كشري جريجوري بافلوف).. الكشرى السوفيتى ده بقى بعيد عنكم بدل ما بيحطوا عليه شطة، بيحطوا عليه دقة فودكا بالخل والتوم.. وبابي أكل منه تلات أطباق وطبقين كمالة قام سِكر ومحسش بنفسه خالص.. ساعتها قابلته مامي (كاترينا) وبعد قعدة ظريفة عرفت إنه رئيس لظلوظيا.. قامت ضحكت عليه واتجوزته، بس لما فاق كان ناسي كل حاجة ورجع لظلوظيا، وساب مامي هناك بتقاسي المر، بس هي كانت واعية وعرفت تحتفظ بالقسيمة معاها.. وبعد تسع شهور بالظبط خلفتني.. بعدين لما كبرت قالتلي على الحقيقة.. لغاية الأسبوع اللي فات، لما حسينا إن بابي مبقاش بيظهر في التليفزيون عندكم كل خمس دقايق زي الأول، ولا بيطلع في الجرايد، قالتلي إنها حاسة إنه مات.. وقامت حجزتلي على أول طيارة نازلة عندكم.. بس.. وأديني جيت.."
انتهى ابن الرئيس من حكايته، وسط نظرات الوزراء التي لا زلت تحمل ذهولا عارمًا، بينما سأله وزير الأمن بشك:
- معاك بطاقة؟
- بطاقة رقم قومي كمان.. بس روسي طبعًا..
تأمل وزير الأمن البطاقة المكتوبة بالروسية، ثم أعادها له قائلا:
- ولو إني مش فاهم حاجة من الروسي.. بس فيها صورتك فعلا..
بينما قال رئيس الوزراء:
- أنت فعلا جيت في وقتك يا..... أنت اسمك إيه صحيح؟
- اسمي (بوريس).. وفعلا أنا جيت في وقتي.. أنا عارف إن بابي عنده أملاك كتير، وأنا جاي مخصوص علشان نصيبي أنا ومامي في الميراث.. بس يا ريت تخلصوني بسرعة عشان أنا سايب الكمبيوتر شغال في موسكو بيعمل دونلود، وعاوز أرجعله بسرعة..
ضحك رئيس الوزراء وسط دهشة الوزراء قبل أن يقول:
- دم فخامتك خفيف.. زي فخامته الله يرحمه..
التفت نحوه الوزراء في حدة، لكنه أكمل:
- بص بقى.. أنت مش راجع روسيا خلاص..
- نعم؟! والدونلود؟!! لاااااااا ده أنا بنزل فيفا 2010.. ده أنا أطربقها عليكم.. يعني إيه مش هرجع؟! ده أنا أبويا كان رئيس جمهورية.. ولا هو عشان مات يعني..
- يا عم اهدا بس.. أنت مش هترجع روسيا عشان عاوزينك هنا في مهمة أكبر.. أنت اللي هتبقى رئيس لظلوظيا يا (بوريس) مكان بابي..
- نعم؟!
- أيوه.. لظلوظيا محتاجالك يا بني..
- بس أنا مش لظلوظي..
- أنت من اللظلوظيين يا (بوريس) صدقنى .. أنت ابنه.. وجحا أولى بلحم توره..
- مين جحا ده؟
- سيبك أنت.. استعد يا بطل لتسلم مهامك الرئاسية..
هنا صاح وزير الأمن:
- طب منين (بوريس) ومنين يبقى الرئيس؟!!
فكر رئيس الوزراء قليلا، قبل أن يقول فجأة:
- نغير اسمه.. أنت من اللحظة دي يا (بوريس) هيبقى اسمك (عتريس).. مفرقتش كتير أظن.. حتى كمان الاسم لايق: سيادة الرئيس (عتريس)..
- بس أنا........
- مفيش بس.. ألف مبروك فخامتك..
***********
أقيمت الأفراح في أنحاء جمهورية لظلوظيا، وأمسك (بوريس) الذى صار (عتريسًا) مقاليد الحكم.. وأصر على وجود نفس الوزراء لخبرتهم الكبيرة.. قبل أن يخرج في التلفزيون ليلقي كلمته بمناسبة توليه السلطة:
" أبناء الشعب اللظلوظي الملظلظ، لم تكن في نيتي أن أرث الحكم بعد والدي رئيس لظلوظيا المحبوب، ولم أسع إليه مطلقًا، وقد أكدت ذلك في جميع (حواراتي) الصحفية والتلفزيونية لكن الأمة تحتاجني.. ولا يمكنني أن أرفض على الرغم من الداونلود اللي سايبه في مو..... إ... على الرغم من كل مشغولياتي والبيزنس الذي أقوم به.. نداء لظلوظيا يعلو فوق الجميع..
ومن النهاردة كل حاجة هتتغير.. هفتح السجون وأطلع المسجونين يعيشوا حياتهم يومين كفاية كده عليهم، وطوابير العيش هتختفي، والعيش هيوصل للمنازل ديليفري مجانًا مقابل تمن العيش بس واللي هتوصله محلات بيتزا هت لضمان وصول العيش سخن..
الأسعار هتنزل وهربطها بالأجور ويشدوا بعض بقى براحتهم، والجنيه اللظلوظي هترتفع قيمته، وفي خلال خمس سنين هيبقى الجنيه اللظلوظي بتلاتين دولار أمريكي ويبقى قولوا ساعتها (بوريـ...إ.. عتريس) قال..
أزمة المرور هتتحل.. هشيل إدارة المرور كلها، أنا شايف سواقين الميكروباص أجدع وبينظموا المرور أسهل، وهما دول اللي هيكونوا إدارة المرور الجديدة..
الأمن هيرجع للشارع اللظلوظي، محدش هيمشي في شارع ضلمة ويخاف، لأن كل الشوارع هتنور، واحتياطي كل واحد يمشي معاه كشاف، واللي يتثبت يخليه واعي، ياخد اسم الحرامي وتليفونه ويبلغ عنه.. كفاية سلبية وخوف..
أحب أأكد كمان على أن سياستنا الخارجية لن تتغير.. بالذات مع المحتلين اللي على حدود لظلوظيا الشرقية.. هما أعدائنا وأعداء اللي خلفونا، واللي يرشنا بالمية أرشه بالبنزين..
وبمناسبة البنزين، خطتي تقتضي تغير نوع العربيات اللي بتمشي بالبنزين وهنجيب عربيات تمشي بالسبرتو.. الإزازة حلوة وبنص جنيه لظلوظي وتمشي العربيات دي لحد أول الشارع، يعني كرتونة سبرتو توصلكم المكان اللي أنتوا عايزينه..
في النهاية أحب أأكد إني مش هقعد في الحكم كتير.. يدوب سنتين تلاتة لحد ما الأمور تتظبط وكله يبقى تمام، وأرجع بقى أشوف اللي أنا سايبه ورايا ده.. أكيد هتكون فيفا 2015 نزلت بس ده مش موضوعنا.. وهبقى أغير الدستور عشان ضمان أني مقعدش في الحكم كتير..
في النهاية أحب أدعو الشعب اللظلوظي كله لحضور الاحتفال الخاص بتنصيبي رئيس لظلوظيا النهاردة الساعة تسعة، وهيحيي الحفل الفنان اللظلوظي العالمي (عبد الباسط دياب)..
وإلى لقاء آخر يا شعب لظلوظيا العظيم.. "
وحين جاءت الساعة التاسعة ظهر المطرب العالمي على المسرح ورفع عقيرته بغناء إحدى أغنياته المفضلة لدى الشعب:
"كلهم بيقولوا كده في الأول.. والكلام الحلو بيتحول.. البراءة والحنان واللي ياما اتقال زمان.. كل ده دلوقتي بان.. كل ما الأيااااااااااااام تطول"
وخلفه صفق الشعب لظلوظيا الحرة بكل حماس..
***********
وفي مكان بعيد عن الاحتفالات، كان (الدوغري) يصرخ – في إحدى الزنزانات – بألم شديد:
- آآآآآآآآي.. يا عالم صدقوني مكنتش أعرف إنكم عاوزين رئيس.. حرااااااااااااااااااامت..
بينما تهوي السياط على ظهره.. وفي الزنزانة المجاورة كان (الخنفري) يصيح بنفس الألم:
- خلاااااااص.. عرفت الصح.. الأبيض لون الحروب والأسود هو لون السلام.. طب الأبيض هو لون القماش والأسود هو لون البويا.. بس بلاش العصايا.. بلاش العصاياااااااااااااا..
أما (مجدي) فقد كان يتحسس جدران زنزانته بعد أن فقد بصره مرددًا:
- مش قلتلكم ولسه هنتراجع أكتر.. أهو العالم كله بقى أسود في أسود من حوالينا.. ولسااااااه..
أما في عنبر الخطيرات كانت الآنسة (نازك) تهتف:
- يسقط الرجل.. تسقط جلسات الكهرباااااااا.. المجد للمرأة..
ضحك وزير الأمن وهو يستمع إلى مساعده الذي ينقل له أخبار السجناء، قبل أن يقول:
- خليهم عبرة.. عشان يحرموا يفكروا بعد كده يشتغلوا رؤساء..
- طب هما مش المفروض يطلعوا زي ما الرئيس أمر بفتح السجون؟
- الرئيس قال السجون مش المعتقلات.. (عتريس) ده شكله خبيث وبيعرف ينقي كلامه كويس، والمساجين دول معتقلين سياسيين..
- بس هما مكنوش يعرفوا معاليك إنهم هيشتغلوا رئيس..
- القانون لا يحمي المغفلين يا حبيبي.. نياهاهاهاهاهاهاهاها
و تردد صدى ضحكته يكاد يشمل جمهورية لظلوظيا الحرة بأكملها..
***********
تـــــمـــــت
هناك ٣ تعليقات:
ربنا يستر و ميحصلش كدة فى النهاية برده
لا جميلة بجد يا عمرو .. وإختيار الأغنية موفق جداً ..
- القانون لا يحمي المغفلين يا حبيبي.. نياهاهاهاهاهاهاهاها
الضحكه الشريره ههههه
ربنا يستر فعلاااا
إرسال تعليق