دوّر يمكن تلاقي

بحث مخصص

الثلاثاء، ٢٤ مارس ٢٠٠٩

بداية جديدة


حان الوقت لبداية جديدة..

حان الوقت على كل المستويات..

أتذكر فجر القاهرة.. أمام محطة رمسيس، حيث أراقب الشوارع شبه الخاوية، وتتناهى إلى مسامعي نداءات السائقين..

" يلا واحد اسكندرية اسكندريااااااااااااااااااااا "

إلى جواري كان يقف يوسف مستندًا إلى الحاجز الحديدي المطوق للرصيف، حيث أخذنا نتذكر أحداث اليوم الطويل جدًا.. يوم 18 مارس.. اليوم الذي بدأ ونحن معًا وانتهى ونحن معًا..

نتأمل الشوارع وهو يقول لي:

- إحنا بننزل هنا نغسل همومنا ومشاكلنا.. بعدين نرجع لها تاني.. ولو في يوم نزلنا هنا واستقرينا، واحدة واحدة هيبقى لينا همومنا ومشاكلنا، بس مش هتكون زي اللي هناك.. اللي هناك مشاكل وهموم مالهاش حل غير أنك تتعايش معاها ومع الأمر الواقع، لأن حلها مش في إيدك.. كمان تراكمتها مجتش في يوم أو اتنين.. دي تراكمات على مر السنين..

أوافقه على كل ما يقول..

كل شيء من حولنا يحتاج لبداية جديدة.. لأن كل القديم أصبح معقدًا ومتشابكًا بشكل مخيف.. جرب أن تواجه مشكلات بيتك.. مشكلات عملك.. مشكلات أصدقائك.. مشكلات شارعك.. حياتك..

جرب وفي النهاية ستجد نفسك تبحث عن بداية جديدة..

كما يقول صديقي مهند:

- بداية جديدة.. هوية جديدة.. وجه جديد..

كأننا في برنامج حماية الشهود الأمريكي..

جرب أن تحل مشكلات بلدك نفسها.. ستجد أنك في حاجة لبداية جديدة..

تفكر في عمق.. متى بدأ كل هذا؟

متى أصبحت المشكلات بهذا التعقيد؟ متى تسربت من بين يديك همومك بعد أن كانت صغيرة ويمكن القضاء عليها، فتضخمت وصارت كالجبال فوق كتفيك؟

لن تجد إلا إجابة واحدة.. أنت في حاجة إلى بداية جديدة..

هل تفر من بيتك؟ هل تغادر مدينتك وتذهب لأخرى تبحث فيها عن بدايتك المفقودة؟

أم هل تغادر بلدتك كلها.. تتركها لمن فيها وتذهب خارج حدودها، حيث وجوهًا غير الوجوه وألسنة غير الألسنة؟

لن تجد سوى.. أنك في حاجة إلى بداية جديدة..

البداية التي لابد أن تقترن بنهاية مقابلة لحياتك القديمة..

لكن كل هذا قد لا يحدث.. قد لا تجد بداخلك القوة اللازمة للبدء من جديد.. أو أن تجد البداية الجديدة وأنت في مكانك..

فماذا عنك؟

الأحد، ٢٢ مارس ٢٠٠٩

القصة ما خطرت ع البال



هي أغنية تقطر حنينًا..

تفيض عذوبة..

مليئة بالشجن..

أحبها بشكل خاص منذ أن سمعتها للمرة الأولى..


يقول عزيز مرقة فيها:

" لما يقول يا ناس فهمت ليش المنفي مخنوق

تفهم ليش الحوت بيرضاش عن المية يستغني

تفهم ليش الموج ع الشط لازم يرجع للمحيط

فاتحسرت

يا حسرة

حنيت.. "

اسمعوها

لكن بقلوبكم..

الجمعة، ٢٠ مارس ٢٠٠٩

رائحة منتصف الليل


رائحة منتصف الليل

(القصة الفائزة بالمركز الأول في مسابقة كتاب جديد في السوق للقصة القصيرة)


تعود أهل الحارة على رائحة الطبيخ الزكية التي تتسلل إلى أنوفهم حينما ينتصف الليل، آتية من تلك الشقة المظلمة دومًا إلا من ضوء شحيح ينساب كشعاع شمعة خجول عبر نافذتها الوحيدة المتسخة المطلة على الحارة الضيقة..

يقول الخياط ذو العين الواحدة و هو يرمق بها النافذة المتسخة حينما يسأله زبون من زبائن الليل عن تلك الرائحة: "هي بتطبخ دلوقتي"

و حين يسأله عمن يقصد يكمل: "طباخة نص الليل"

تقول المرأة البدينة المتأوهة بهمس، تحت ضغط زوجها الأصلع اللاهث الغارق في العرق دون أن تفتح عينيها: "هو ده وقت طبيخ" لكن زوجها لا يأبه لسؤالها، و هو يتحرك بآلية طالبًا نهاية تلك الليلة المزعجة..

يقول الأحدب الجالس أسفل النافذة المتسخة و هو يلوك - بكل نهم - شطيرة استخلصها من قمامة أحدهم: "الريحة دي معفنة.. سيبوني آكل" قبل أن يبدأ في النواح الرفيع و اللعاب يتساقط من فمه محملا ببقايا شطيرته، حتى تنفتح نافذة أخرى و تمطر على رأسه مياهً باردة.. ينتفض على إثرها شاهقًا و يهب مهرولا إلى بطن الظلام..

يترك الساكن الجديد قلمه و أوراقه و تنقطع أفكاره حينما يشم الرائحة بدوره.. تنتقل أفكاره من مخه إلى معدته التي تجعله - لسبب ما - ينهض مأخوذًا و يفتح الباب متطلعًا إلى السلم المظلم الواهن.. فيرى ذلك الرجل الضخم يصعد متثاقلا..

يناديه بوجل، لكن الرجل لا يرد..

يرفع صوته المرتجف مناديًا مرة أخرى.. فلا يجيبه سوى التجاهل..

يصعد خلفه مسيرًا لا مخير.. يسمع صوت تقليب طعام.. تزداد الرائحة قوة و لا يزال ينادي بلا استجابة..

يتوقف الرجل الصاعد أمام باب عتيق مُغبر ثم يعبث في قفله لينفتح و يدلف تاركًا إياه مفتوحًا.. فيتواثب صدر الساكن الجديد و هو ينادي بقوة أكبر.. و يتساءل داخله.. أما أيقظت نداءاته الصاخبة أحد من الجيران ؟!

يقف مترددًا عند الباب المفتوح.. صارت الرائحة هي الجو و لم يعد يذكر كيف كانت الرائحة قبلها.. صار يعتقد أنها موجودة وجود الأزل.. شاهد الضوء الشحيح الخارج من ما بدا له المطبخ.. صوت غليان ينبعث منه، و كلما ازداد قوة كلما بدت الرائحة أكثر وضوحًا..
ثم يسمع تلك الصرخة..

صرخة أنثوية حادة رفيعة، انخلع لها قلبه و تصاعدت ضرباته لتهزه بأكمله.. تلفت حوله منتظرًا خروج الجيران مذعورين من بيوتهم.. لكن أحدًا لم يخرج.. بقدم مرتجفة مترددة تقدم إلى الداخل.. المطبخ قريب و لا تزال الرائحة تنبعث منه لكنها صارت بداخله رائحة مخيفة..

أخذ يقترب.. صوت نحيب مكتوم يداعب أذنيه.. ينساب خيط من العرق على جانبي وجهه.. ثم يمد رقبته عبر باب المطبخ و ينظر بكل الفضول الذي أزاح مشاعره الأخرى جانبًا.. لتتسع عيناه..

في الركن كان موقد صفيح فوقه آنيتين يعلوهما الصدأ و تكسوهما خيوط العنبكوت.. على قطعة الرخام التي تملؤها الحفر و الأخاديد كانت الأكواب الزجاجية التي ذهبت شفافيتها.. إلى جوارها ملاعق النحاس التي انطفأ لونها.. ثم إطار خشبي به صورة لامرأة مليحة في لباس الزفاف إلى جوار رجل ضخم له شارب كثيف يقف فاردًا جسده بكل ثقة.. زجاج الصورة كان مشروخًا كأن هناك من ضربه بقبضته، بينما فقد الإطار أحد أضلاعه..

لم تكن هناك شعلة نار واحدة في المكان.. مصباح شاحب فقط يضيئ المكان و أسفله أرض افترشتها امرأة متغضنة الوجه متشققة القدمين متسخة الثياب.. تستند إلى الجدار و تمد قدميها كالدلتا أمامها و تنتحب..

كانت مغمضة العينين لكنها سرعان ما فتحتهما و تطلعت في وجه الساكن الجديد بنظرة تقتل رغم ما تملؤها من دموع..

مرة أخرى ارتد للخلف و كاد يسقط، بينما لم تنزل عيناها من عليه.. ثم فتحت فمها المفتقد لأسنانه تقول: " مش هيرجع.. و الأكل ده مش هياكله.. مش هيرجع"

كلمتها الأخيرة قالتها مقترنة بصرخة مولولة جعلته يقفز للخلف من جديد و هو يصرخ بدوره.. تعرقل و سقط على ظهره.. شعر بالدوار الشديد يكتنفه و روحه تنسحب من جسده.. الظلام يحيطه و يخفت كل شيء حوله..

ينظر الخيّاط بعينه الواحدة من أسفل و يقول: "مفيش فايدة.. و لا عمره هيرجع"

تفتح المرأة البدينة عينيها و قد ارتفع غطيط زوجها الذي نام فارغًا من كل شيء.. تنساب من عينيها دمعتين تبللان وسادتها و هي تقول هامسة: "مش هيرجع يا حبيبتي.."

تلفظ بطنُ الظلامِ الأحدبَ الذي عاد بشطيرة جديدة و هو ينوح:


اللي يروح عمره ما يرجع
و اللي ييجي بيروح
كلهم طلعوا على السلم و منزلوش
و إيه اللي طلعهم فوق
إيه اللي طلعهم فووووووووق

ثم يعود للنواح غير المفهوم..

تنفتح إحدى النوافذ إثر هبّة رياح شديدة فتطير الأوراق و يتدحرج القلم إلى الأرض.. ثم يصمت كل شيء و تختفي الرائحة..


***********

تمت

الثلاثاء، ١٧ مارس ٢٠٠٩

مصادرة الخليج البريطاني في السعودية

فوجئت بهذا الخبر، العجيب الغريب، بعد أن كانت الأخبار كلها تتكلم عن تصدر كتاب الخليج البريطاني للصحفي والباحث الصديق إيهاب عمر، قمة مبيعات معرض الرياض الدولي للكتاب بالمملكة العربية السعودية.. ثم فجأة تتغير الصورة، وتنقلب الأحداث بشكل يحدث في الأفلام فقط، فتتم مصادرة الكتاب - وهو الفعل الذي يمكن تفهمه من جهة الجانب السعودي - ثم توسيع رد الفعل ومصادرة كتب الدار كلها وإغلاق جناحها - وهو ما لا يمكن تفهمه إطلاقًا - ثم الطامة الكبرى وهي احتجاز أيمن شوقي - كما هو مكتوب في الخبر أعلاه - واستجوابه لمدة أربع ساعات..
الخبر أعلاه من جريدة الموقف العربي، وقد نشر عنه إيهاب تدوينة في مدونته، لكن ما لفت انتباهي فيها أمران هامان جدًا: الأول هو تفكير الناشر في سحب الكتاب من السوق المصري.. وثاني الأمرين هو اختفاء الكتاب من السوق المصري..
لا أعرف إن كان قد تم سحب الكتاب بالفعل أم لا، لكن مجرد التفكير في سحب الكتاب هو خطأ كبير في حق الكاتب والكتاب والناشر ودار النشر معًا..
إنني متفهم جدًا للأسباب التي يمكن أن تجعل الناشر يفكر في هذا الأمر، فهو مقبل على معارض كثيرة في مختلف أنحاء الوطن العربي، ومكسبه الأدبي من خلف تلك المعارض لا يعد ولا يحصى، خاصة وأن داره تحظى بنجاح وشعبية كبيرة بين الأوساط الأدبية المصرية والشباب أنفسهم الذين وجدوا مكانًا يتحمس لهم ولنشر أعمالهم، وتأخذ لنفسها مكانة ممتازة على الساحة الأدبية..
لكن لا يجب أن يُسحب الكتاب من الأسواق المصرية، لأن مصر دولة لها قوانينها الخاصة أولا، كما أن الكتاب أجيز بالفعل في مصر، وسحبه بواسطة الناشر هو رد فعل أكبر من رد الفعل الطبيعي في هذه الأمور.. بل إن الناشر هو في الموقف الأقوى، خاصة وهو على أرضه هنا.. ويمكنه أن يثير القضية كما يريد..
المشكلة بالفعل الآن تتمحور في ثلاث اتجاهات، الأول هو مصير أيمن شوقي الذي لا يجب أن ننسى أنه مصري، ويواجه الموقف وحده في السعودية من منع من السفر وتهديد بوقف عمله في السعودية وما إلى ذلك، وأتمنى إن قرأ هذه الكلمات أن يرد بتعليق واحد يطمئننا فيه عليه وعلى موقفه هناك..
ثاني الاتجاهات هو إيهاب عمر وكتابه.. ما الذي يمكن أن يحدث له هناك - الكتاب أقصد - بعدما تمت مصادرته؟! هل يمكن أن تمتد يد المصادرة إلى هنا؟! هل يمكن أن تكون هناك مطالبة رسمية بمصادرة الكتاب؟ هل حدث هذا من قبل كي يحدث الآن؟!
أما الاتجاه الثالث فهو دار النشر وموقفها من هذه القضية.. ومن رأيي أن موقف دار النشر قويًا للغاية.. هناك كتاب، جميع الإجراءات القانونية والرسمية اتخذت قبل طبعه.. وصدر بالأسواق بالفعل معتمدًا على مراجع سابقة له قالت نفس الكلام، وربما أكثر.. لذلك فالموقف قوي.. ولا داعي لأية خطوة لتهدئة الموقف - كسحب الكتاب - وهي خطوة لا ضرورة لها إطلاقًا..
إن ما تعرض له كتاب الخليج البريطاني، ودار اكتب للنشر من خلفه، يدخل تحت بند إرهاب الفكر، وقلت من قبل أن السعودية تفعل ما تشاء، وتصادر كما تحب، فهذه قوانينها وهذا نظامها، لكن هذا لا ينفي أن المصادرة في حد ذاتها أصبحت من أفعال الماضي الغبية التي لا تؤدي إلى أية نتيجة.. فالكتاب سيتواجد مهما تمت مصادرته في عصر لم يعد فيه الكتاب المطبوع فقط هو المصدر الوحيد للمعلومة.. الكتاب يمكن أن يجده أي إنسان، فقراصنة الإنترنت لم يتركوا شيئًا إلا ونسخوه..
وإذا كانت مصادرة الكتاب هي الطريقة الوحيدة لمواجهة ما جاء فيه، فهو حل ساذج لا عقلانية فيه إطلاقًا.. وكان الحل الأمثل هو مواجهته بدلائل ومصادر وكتب أخرى إما تنفي ما فيه كله، أو تؤكد على شيء وتنفي آخر.. أما ما حدث، فهو يعني أن الكتاب يقول الحق الذي لا يريد أحد أن ينتشر ويعرفه البقية..
يجب أن نتكاتف جميعًا الآن ونقف جبهة واحدة ضد ما يحدث.. وأن نساند العزيز أيمن في موقفه هناك.. ونساند الكاتب الذي صودر كتابه، ونساند دار النشر التي تعرضت بأكملها للمصادرة لأجل كتاب واحد..
وأسجل من هنا موقفي برفض كل ما حدث.. وبمساندة جميع من له حق بكل ما أملك من وسائل إن شاء الله.. كما سأقدم أية مستجدات هنا عبر المدونة بإذن الله تباعًا..
تحياتي

الخميس، ١٢ مارس ٢٠٠٩

فيديو إعلان المركز الأول وقراءة القصة

تحديث 16 / 3:::

تغطية مجلة بحلقة الإليكترونية للحفل:

اضغط هنا من فضلك

----------------------------------------------------
----------------------------------------------------

كدفعة أولى، أرفع لكم فيديو إعلان أ. إيمان يوسف للفائز بالجائزة الأولى في مسابقة جروب كتاب جديد في السوق، جولة شهر يناير، وفيديو قراءة القصة الفائزة على الحضور

الفيديو من تصوير: أ. إيمان زين

(1)

(2)


(3)

الأحد، ٨ مارس ٢٠٠٩

المركز الأول.. وكتاب جديد في السوق



في حفل توزيع جوائز مسابقة مجموعة كتاب جديد في السوق للقصة القصيرة (جولة شهر يناير)، يوم الخميس الماضي 5 مارس، بنقابة الصحفيين، تم إعلان الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى، وهم:

1- عمرو عز الدين

عن قصة: رائحة منتصف الليل

2- محمد إبراهيم محروس

عن قصة: شوارع سالم

3- جومانا حمدي

عن قصة: أن تنتظر شيار


وقد تم نشر القصة الفائزة بجريدة اليوم السابع عدد 7 مارس على الرابط التالي:

اضغط هنا من فضلك
Align Center

ويتوالي في الغد وبعد الغد نشر القصتين الفائزتين بالمركزين الثاني والثالث

وبإذن الله أقوم بنشر بعض الفيديوهات الخاصة بإعلان الجوائز وقراءة القصص على الجمهور..

ألف مبروك للفائزين.. ولي أيضًا :)



Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...