دوّر يمكن تلاقي

بحث مخصص

الثلاثاء، ٧ ديسمبر ٢٠١٠

ياحبيبتي ياإسرائيل




يوم الخميس الماضي 2 ديسمبر 2010 تم الإعلان عن الدولتين المنظمتين لبطولتي كأس العالم 2018 و2022 إن شاء الله وإذا كان لنا عمر، وكان التنظيم من نصيب روسيا وقطر على التوالي، إلى هنا والأمور جيدة جدًا، دولة عربية شقيقة فازت بتنظيم كأس العلم لتصبح أول دولة عربية توكل لها هذه المهمة طوال تاريخ كأس العالم كله، وقد ذهب أمير قطر بنفسه إلى هناك ليقدم الملف القطري ويدعم هذ المطلب القومي.

لكن المفاجأة كانت مع الفيلم التسجيلي التي عرضته قطر ضمن ملف الاستضافة المُقدم إلى الفيفا، والذي تضمنت مشاهده فقرة لطفل إسرائيلي يتحدث عن تمنياته لقطر بالفوز؛ ليرى منتخب "بلاده" بجوار المنتخبات العربية "الشقيقة" ويلعبون جنبًا إلى جنب وتكون فرصة ليعرفوا بعضهم البعض، بل ويؤكد على ذهاب الإسرائيلين إلى قطر لتشجيع منتخب بلادهم، وتنتقل اللقطة لوجه طفل عربي يبتسم تأثرًا!!

ورغم الصدمة التي أصابت الكثيرين ممن شاهدوا الفيلم التسجيلي، إلا أن بعض الأصوات خرجت تدافع عن هذا المشهد وعن قطر بالتبعية، بأن الأخيرة لها الحق في عمل أي شئ تدعيمًا لملفها وطمعًا في الفوز بالاستضافة!! 

هكذا تحول الأمر إلى المبدأ الميكافيللي الشهير: "الغاية تبرر الوسيلة"، والويل كل الويل لمن يفتح فمه ويعترض أو يعارض، فهو سيصبح حاسدًا حاقدًا لفوز الدولة العربية، وربما وُصم بالخيانة كذلك، لكن المشهد صادم ويصيب المرء بالاستياء البالغ والاشمئزاز الشديد من مجرد وضع اسم دولة احتلال كإسرائيل في أمر كهذا والفرحة به كذلك.

الاعتراض حق وليتّهم من يتّهم، فقد أصدر الرئيس الأمريكي أوباما بنفسه تصريحًا ينتقد فيه الفيفا باختيارها قطر لتنظيم كأس العالم، بينما لم تختر الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تتنافس معها. إذن من حقي وحق كل عربي عاش عمره كله حتى الآن يشاهد المجازر الإسرائيلية التي تُرتكب في حق الفلسطينيين، وسط صمت عربي مُهين، أن يرفض ظهور هذا الطفل الإسرائيلي ضمن ملف تقدمه دولة عربية.

لكن الحكومة المصرية أبت تمامًا أن تترك قطر تُتهم بالخيانة والتطبيع وحدها،أين الريادة المصرية؟! 

ففي نفس اليوم وقع حريق في حيفا أودى بحياة 40 إسرائيلي مع جملة من المصابين، وهو حادث طبيعي ناتج عن إنقلاب سيارة ترحيلات كما ورد في المواقع الإخبارية. لنفاجأ جميعًا بخبر لا يقل صدمة عن صدمة الملف القطري، وهو أن مصر قررت إرسال طائرة مساعدات إلى إسرائيل!!!

هناك من يقول أن هذه مساعدات إنسانية، وأن الحريق كبير ومن أضخم الحرائق في تاريخ إسرائيل -وهو التاريخ الذي بدأ منذ 62 عامًا فقط!!- ويجب على كل الدول أن تساعد في إطفاء الحريق وإنقاذ الأرواح البشرية التي لا ذنب لها. كلام لا يسعني إلا احترامه وتبجيله والموافقة عليه لولا شيء واحد فقط، أين كانت تلك المساعدات منذ عامين تقريبًا حين كانت الأطفال والنساء والرجال العزّل يموتون في غزة تحت القصف الإسرائيلي والمدافع والقنابل الفسفورية وحصارًا بالحدود المصرية ومعابرها المُغلقة؟!

الحكومة المصرية التي أغلقت المعابر ولم تسمح لأية قافلة مساعدات برية بالمرور، هي نفسها التي تمنح طائرة مساعدات لإسرائيل، وربما أرسلت لها عربات إطفاء من تلك التي تصل بعد انتهاء الحريق بساعة. أمر يجعلك تضرب رأسك بالجدار محاولا فهم طبيعة الموقفين.

هل صارت إسرائيل فجأة حبيبتنا فنفتح أيدينا لها ولمنتخبها بالترحيب بل واللعب معهم جنبًا إلى جنب لنتعرف إليهم -قال يعني مش عارفينهم كويس- وهل صارت دولة عربية شقيقة مؤخرًا فنرسل لها المساعدات الإنسانية بينما لا نرسل ولو علبة دواء كحة واحدة إلى غزة؟!

ربما صارت دولة عربية بالفعل بشكل غير رسمي، بينما الأمر متوقف على أوراق التقديم التي تنقصها دمغة، أو إمضاء الموظف المختص الذي لم يحضر إلى المصلحة بعد، والختم الذي في الدرج المغلق بقفل وهذه الأشياء المعروفة، وهو الأمر الذي عرفت قطر بنفاذ بصيرتها أنه سيكتمل قريبًا، فيحضر الموظف المختص ويُخرج الختم ويمضي الأوراق ويجد الإسرائيليون الدمغة الضائعة، ليصبح الاعتراف بهم ليس فقط كدولة، بل كدولة عربية واقعًا رسميًا، حينها سيكون لها حق اللعب في كأس العالم 2022 بكل سهولة، أما فلسطين فأخشى ألا يتذكرها أحد وقتها.

الثلاثاء، ٢٣ نوفمبر ٢٠١٠

اقــتـــل حــزنـــك




لا أجيد كتابة اليوميات، ولا أحبها.. حاولت منذ سنوات بعيدة أن أحرص على تدوين يومياتي في كشكول كبير.. معتقدًا أنه لن يكفيني وسأحتاج لأكثر من واحد.. كان ذلك منذ زمن بعيد، حين كنت في الثانوية العامة. واستمر الوضع لمدة أسبوع.. لأكتشف بعدها أنني صرت أكتب اليوميات أكثر مما أقوم بها في الواقع..

فإن قمت للأكل، عدت بسرعة للكشكول وكتبت: لقد أكلت الآن..

أذهب للمذاكرة، فأفتح الكشكول وأكتب: سأذاكر الآن إن شاء الله.. وبعد ساعتين أو ثلاثة أفتحه مجددًا وأكتب: للأسف لم أذاكر حرفًا واحدًا..

ثم استنتجت الاستنتاج الأعظم، لقد بدأت كتابة اليوميات ليس لأنني رئيس دولة يكتب مذكراته، مثلما يفعل الحاج بوش الآن، وليس لأنني محمد علي كلاي، بل لأنني طالب ثانوية عامة، ولابد أن أبتكر شيئًا يلهيني عن المذاكرة..

لكن بعض الأحداث اليومية التي قد تقع لي، أو ربما تقع لغيري ممن حولي، جديرة بالتدوين والتخزين في ذاكرة مكتوبة، وهو ما يُعد أفضل بكثير من التخزين في ذاكرة دماغية تتجدد من تلقاء نفسها كل نصف ساعة، وهنا أتحدث عن ذاكرتي التي تتذكر الأشياء بمزاجها وليس لأنني أريدها أن تتذكر.

ومع ذلك، فإن الإنسان حين يقرر تدوين ما يستحق أن يحتفظ به من ذكريات، يجد أن أغلبها هي ذكريات كئيبة، حزينة، وكأنما لم يعد هناك مجال للذكريات المفرحة السعيدة.. هل لأن الأشياء السعيدة لم تعد تحدث؟ طبعًا هذا مستحيل نظريًا وعمليًا وفيزيائيًا وكله كله.. وعلى الوجه الآخر نجد أنه من المستحيل أيضًا أن تكون الحياة كلها كآبة وحزن وسواد في سواد..

الإنسان لديه ميل فطري للحزن، ويجد فيه لذة غير طبيعية، لذلك -في رأيي- لا ينتبه إلا للحظات الحزن فقط، وتمر عليه لحظات السعادة فلا يراها أو يظنها فترة استراحة بين كآبة وأخرى فلا يكترث بها.. لذلك فأنا أتمنى وأدعو لتذكر اللحظات الحلوة.. والتركيز عليها، وإبرازها وتضخيمها.. اجعلوها تأخذ حيزًا كبيرًا من الفراغ فلا تسمح للحظات الأخرى بالتمدد والتوسع في أرضية حياتك وسمائها وعلى جدرانها.. 

تذكر كيف ابتسمت اليوم، واكتب الموقف بالتفصيل وتمعن فيه وابتسم معه مجددًا.. تذكري كيف طافت بجوانحك السعادة ذات مرة فمسحت دمعة سالت على خدك، واكتبيها وابرزي معالمها وتأمليها.. 

الحزن والكآبة يأخذان معهما بريقنا، يأكلان حياتنا ويخرجان فضلاتها حزنًا أكثر وكآبة أشد سوادًا، وقود الحزن هو الحزن.. فدعونا نقطع عنه الإمدادات، ونسمح لقوات السعادة بالعبور وتدمير خط البؤس المنيع والساتر الكئيب.. 

اقتل حزنك واصنع سعادتك بنفسك.. ولا تجعل الأمر يتوقف عندك، انطلق وانشر الأمر حولك في كل مكان.. وابدأ بنفسك.. 

لا يوجد للحزن مكان كبير بيننا بعد الآن.. له مكانه الطبيعي أما أكبر من هذا فلا..

الاثنين، ١٥ نوفمبر ٢٠١٠

كـل عـام وأنـتـم بـخـيـر



كل عام وأنتم بخير بمناسبة

عيد الأضحى المبارك

أعاده الله عليكم بالخير دومًا

والعام القادم يكون أحدنا أو كلنا فوق جبل عرفات بإذن الله


الثلاثاء، ٩ نوفمبر ٢٠١٠

واحـــة الــشــروق ( 1 )ـ


واحــــــة الشــــــروق

-مغامرات على أرض الواحات البحرية-

-( 1 )-

في الفترة ما بين 6 - 14 مارس 2007، ذهبت في رحلة دراسية إلى الواحات البحرية كمشروع تخرج من قسم الجغرافيا.. لماذا الواحات البحرية بالذات؟ سؤال لم توجد إجابة له إلا عند أساتذة القسم الذين رأوا أن مرسى مطروح لم تعد مكانًا صالحًا لمشروعات التخرج، بينما الواحات البحرية التي تبعد عن القاهرة فقط حوالي 365 كيلومتر فما بالكم ببعدها عن الإسكندرية، هي الأرض البكر التي لم يكتشفها أحد بعد..

طبعًا كان الأمر بالنسبة لي مفزعًا وأنا الذي أذهب للكلية -التي تقع على بعد 10 كيلومتر تقريبًا من البيت- بصعوبة بالغة وربما أراها في المناسبات السعيدة فقط، كالامتحانات الشفوي التي كنت أقابل فيها أساتذة القسم للمرة الأولى.. أو امتحانات آخر العام أو وقت استخراج الكارنيه وهذه الأشياء اللطيفة..

ملت على أول زميل قابلته في ردهة القسم وسألته: هو أنا لازم أروح الواحات؟

قال لي وهو يتساءل بداخله عن علاقتي بالأمر، ربما لأنه يراني للمرة الأولى: آه لازم.. ده مشروع تخرج والرحلة لوحدها عليها 75 % من درجة المشروع..

قلت في بالي بخيبة أمل: لو الدرجات دي على رحلة القاهرة والأهرامات كان زماني باجيب امتياز كل سنة..

ذهبت للمعيد المسئول عن تسجيل الأسماء وطلبت منه تسجيل اسمي فأخرج الكشوفات التي لديه ثم قال: انت جاي متأخر..

قلت في ذعر: ليه هو الأوتوبيس طلع؟

قال: لسه فاضل أسبوعين بس كان لازم تيجي من زمان تسجل اسمك.. المهم أنا هحطك في المجموعة الاقتصادية..

هكذا أصبح المشروع بالنسبة لي جحيمًا، فالاقتصاد هو آخر شيء أحبه وأفهمه في التاريخ، ولو أن آدم سميث نفسه جاء يشرح لي الاقتصاد لمات كمدًا مرة أخرى.. قلت له: مفيش مجموعة تانية تدخلني فيها؟ لو مجال صناعي يبقى حلو..

نظر لي شزْرًا ثم كتب اسمي بالقلم الجاف في آخر كشف المجموعة الاقتصادية بينما أسماء كل الطلبة مطبوعة بالكمبيوتر، هذه فائدة كتابة اسمك مبكرًا على ما يبدو.. شكرته بشدة واستدرت لأغادر المكان.. هنا صاح بلهجة بوليسية: استنى عندك!!

تجمدت مكاني خوفًا، لقد اكتشف في اللحظة الأخيرة أنني نصبت عليه وصرفت شيكًا بدون رصيد، دائمًا ما يكتشفونها في اللحظة الأخيرة، فاندفع الأدرينالين في عروقي وكدت أقفز من النافذة ثم تذكرت أنني لم أقدم له شيكًا بدون رصيد وأننا لسنا في بنك أصلا.. فعدت أستدير نحوه متسائلا عن سبب إيقافي، فأجاب: تيجي بكرة تدفع 285 جنيه..

قلت: لييييه؟؟؟ هي الرحلة كلها طالعة على حسابي؟

قال: دي مصاريف المشروع.. تدفع هتطلع مش هتدفع مش هتطلع وهتسقط..

قلت: طيب حاضر أمري لله..

استدرت من جديد لأغادر ثم توقفت ظنًا مني أنه سيناديني ببوليسية مجددًا إلا أنه لم يفعل، فغادرت المكان في سلام.. وحين استرقت نظرة للوحة إعلانات القسم وجدت لوحة أطول من مسلة واشنطن مكتوب فيها تفاصيل كثيرة عن المشروع.. النزول في فندق وهناك ثلاث وجبات، والذهاب في أوتوبيسات مكيفة.. المشرفون على الرحلة مجموعة من أفخم الأساتذة اسمًا في القسم وهذه حقيقة فعلا، رغم اشتهار أحدهم بالصرامة المبالغ فيها إلا أنه قيمة علمية تحترم..

عدت للمنزل أضرب أخماسًا في أسداس وأطرح الناتج من أسباع وأقسمه على أثمان حتى أصبت باحولال، فأيامها كان عندي سايبر -الله يرحم أيامه- وكنت أديره من الألف للياء، فكيف أتركه لمدة أسبوع كامل؟ وماذا عن صينية التورلي -الخضروات المُشَكَلة لمن لا يعرفها- التي ستطهوها الحاجة يوم 9 مارس؟

هكذا قضيت خمسة عشر يومًا أقفز من الفراش في الرابعة فجرًا صارخًا: متقتلنيش يا آدم سمييييييث..

ليهرع أبي ممسكًا بأي شيء يجده في طريقه -مرة هرع حتة هرعة وهو ماسك أخويا الصغير في إيده بعد ما افتكره عصاية في الضلمة- متسائلا عن المجرم الذي يهاجمني في الفجر وأنا اعرف اسمه الثنائي، فأخبره أن لا يخف إن هو إلا كابوس..

أو أشير بيدي لمشروع -ميكروباص إسكندراني يعني- وأميل على السائق هاتفًا: الواحات ياأسطى؟

ثم أنطلق جريًَا قبل أن يفتك بي السائق الذي يسير في الطريق متمنيًا خناقة..

واستمرت الأيام على هذا الحال.. أحاول إقناع الحاجة بتبكير موعد التورلي فتجعله قبل 6 مارس، فتهز رأسها بالرفض القاطع، قائلة أن الجدول سيختل بهذه الطريقة، وأن تغيير نمط الأكل بطريقة مفاجئة سيؤدي إلى أضرار جسيمة على صحة الإنسان، وقد يؤدي لانقراض ذكر الماموث!!

دبرت المبلغ المطلوب وذهبت لدفعه، ثم قام المُعيد بصنع علامة بقلمه الأحمر أمام اسمي الذي لا يزال مكتوبًا بالقلم الجاف وليس مطبوعًا بالكمبيوتر، ليؤكد أنني دفعت نفقة الرحلة وهو ينظر لي نظرة يعني بها أن أنصرف من أمامه في التو واللحظة..

كنت أفكر في أمور عديدة كلما اقترب موعد قيام الرحلة، صراحة أنا لم أكن أعرف أي طالب من طلاب دفعتي إلا قليلا، وهؤلاء القلة كانوا في مجموعة أخرى سافرت في الأسبوع السابق لأسبوع رحلتي.. كما أنني لم أكن يومًا من هؤلاء الطلبة الذين يعقدون علاقات ناجحة مع أساتذة القسم، فتجده ليل نهار عنده في المكتب يراجع معه شيء أو يسأله عن معلومة.. أو تجده يمزح مع هذا المُعيد.. بينما أنا لا علاقة لي بأي إنسان هنا إطلاقًا.. 

كيف إذن سأقضي سبعة أيام وسط مجموعة كبيرة من الطلبة، وثلاثة من الأساتذة وأربعة من المُعيدين، وعم (يوسف) ساعي القسم الذي أحببته كثيرًا خلال هذه الرحلة،بعد أن كنت أحسبه مخبرًا يعمل في قسم الجغرافيا متخفيًا في مهنة ساعي؟!!

كيف سأبيت في غرفة واحدة مع ثلاثة طلبة لم أرهم في حياتي من قبل؟ 

كيف وكيف وكيف وكيف.. سلسلة من الأسئلة التي تبدأ بأداة الاستفهام: كيف!! ولم أجد لها إجابات طوال وقت انتظاري للرحلة.. 

حتى جاء اليوم الموعود، كنت عرفت أن السفر سيكون في الثانية بعد منتصف الليل من أمام باب الكلية بشارع بورسعيد، والتجمع يبدأ من الثانية عشرة ليلا.. هكذا بدأت أعد حقيبتي قبلها باثنتي عشرة ساعة كاملة.. أضع كراس كبير تكفي أوراقه لإعادة تدوين ثلاثية تولكين "سيد الخواتم" عليها.. مجموعة أقلام تكفي أحبارها لكتابة المجموعة سالفة الذكر.. أقلام رصاص.. كتاب: تعلم فن الاقتصاد في 24 ساعة بدون معلم -وهذا الكتاب اتضح أنه عن فن الطهي للأسف- لمؤلفه عبد الحميد سميث.. كتاب حدث في أنتيكا لتامر أحمد -أيامها كان لسه جديد بقاله شهرين في المكتبات- ولم أكن قد أكملت قراءته بعد.. بعض روايات رجل المستحيل وما وراء الطبيعة.. شاحن الموبايل.. فرشتا الشعر والأسنان.. منشفة (فوطة يعني).. ماكينة حلاقة حتى لا أعود من هناك خليفة لإنسان الكهف.. شبشب طبعًا إلا لو كنت أجيد السير حافي الأقدام.. لم أجد حاجة لأخذ مسدس الليزر خاصة أنه لعبة وليس حقيقيًا ومن أيام طفولتي، أي لم يبق من أجزائه إلا الزناد.. أرقام تليفونات الطوارئ بمصر من بوليس نجدة وإسعاف ومطافي لربما انقلببنا الأوتوبيس في الصحراء.. ثم أخذت أعتصر ذهني محاولا تذكر شيئًا ناقصًا وضروريًا ولا أعرف ما هو..

وفي التاسعة مساء يوم الخامس من مارس جمعت الأسرة وصافحتهم فردًا فردًا قائلا لهم أن هذا واجبي تجاه الوطن، وإنني إن لم أعد فليحتسبونني شهيدًا، وليكن نصبي التذكاري عبارة عن نخلة معلقة عليها صورة لآدم سميث وألا يُطلقون على النصب التذكاري: نصب الجندي المجهول، لأنني معروف قطعًا..

ثم أخذت أخي إلى ركن بعيد، وأوصيته خيرًا بالسايبر والأجهزة، وأن يستمر في قتل الزبائن خاصة الأطفال الذين يحيلون السايبر جحيمًا، ووصفت له المقبرة التي أدفنهم فيها في الحجرة الخلفية للسايبر، بينما كان أخي مصاب بالهلع، فربتت على كتفه ومسحت دمعة تأثر، ثم غادرت البيت حاملا حقيبة محشوة بالملابس والأشياء المذكورة في الفقرة قبل السابقة..

وحين أوقفت الميكروباص، سارعت بإلقاء نظرة أخيرة على البيت والميكروباص ينطلق بي ويبتعد، مقتربًا من بداية الرحلة نحو واحة الشروق..


***********

إلى اللقاء مع الحلقة القادمة بإذن الله

الأربعاء، ٣ نوفمبر ٢٠١٠

انـت زعــلان لــيــــه؟؟




حين علمت بإقالة الأستاذ "إبراهيم عيسى" من رئاسة تحرير الدستور، اغرورقت عيناي بالدموع، لكني لم أسافر إلى الإسكندرية نظرًا لأنني فيها بالفعل، ولم أجد مكانًا أسافر إليه، فحسدت السيد البدوي -الولي الصالح الجديد للحكومة- على تمكنه من السفر كي "يغير" جو، بعد أن "غيّر" ملامح جريدة كاملة..

ثم سألني أحدهم: أنت زعلان ليه؟ فلا إبراهيم عيسى قريبك ولا أنت من صحفيي الدستور، فأعطيته كيس "ترمس" لينشغل به وينسى الأمر. والحقيقة أنني لم أكن يومًا من مريدي أي إنسان، لأن كل واحد يخطئ ويصيب، لذا فقد أختلف مع "إبراهيم عيسى" في مقال أو في برنامج أو في رأي، لكنني لن أرضى بحبسه لأنه سأل عن "صحة الرئيس"، ولن أرضى بإبعاده عن رئاسة تحرير الدستور بمخطط خائب لا يخيل على أحد، وسأتضامن معه في كل الأحوال. 

أما الدستور نفسها، فقد تشرفتُ بوجود اسمي على صفحاتها مرتين، الأولى كانت في ديسمبر 2005 وكنت وقتها طالبًا جامعيًا أريد إصدار مجلة تابعة لإحدى أسر جامعة الإسكندرية، ولاقيت تعنتًا غريبًا من "أساتذة" الجامعة بعد أن جمعت مادتها مع فريق العمل؛ لا لشئ إلا لأن المجلة صارت معارضة، و"تعترض" على أحوال الجامعة وقتها، فراسلت الأستاذ "بلال فضل" الذي قام بنشر -مشكورًا- نص رسالتي في صفحة (قلمين) كنوع من الانتصار لقضيتنا.


والمرة الثانية كانت بطريق مباشر في صيف 2009، حين نُشر لي مقال بصفحة (في الغميق) التي كان يحررها أستاذ "حسام مصطفى إبراهيم" وهو ما حقق لدي حلمًا رافقني منذ قرأت الدستور لأول مرة في 2005، وهو أن أكتب على صفحاتها ذات يوم.


هكذا اتضح أن لي الحق في "الزعل" على "إبراهيم عيسى" وأن أعتبر نفسي أحد خريجي مدرسة الدستور ولو بمقال واحد، وكيف لا وقد وجدت أن الدستور كانت رفيقتي منذ خمسة أعوام اتفقت خلالها مع بائع الجرائد في منطقتنا أن يحجزها لي كل أربعاء دون أن أطلبها منه، فكان يأتيني بها دون انتظار مروري عليه. خمسة أعوام أقرأ أعدادها الأسبوعية بشغف كبير، قبل أن أنتقل لليومية بعد ذلك، وأتعلم منها الكثير. لكن أهم ما تعلمته هو ألا أخاف، وأنه لا أحد فوق النقد مهما كان.

لا زلت أذكر صفحة "قلمين" -التي توقفت بدري بدري- وكاريكاتيرات الأستاذ "عمرو سليم" الممتعة وكتابات الأستاذ "بلال فضل" الساخرة وعموده الخالد: الجاموس المحيط.. صفحة "الفن" التي وجدت فيها من يقدمون مقالات نقدية واعية للأفلام والمسلسلات والأغاني بشكل يحترم عقل القارئ، وحوارات مع بعض فنانين، تتسم بصدق قلما وجدته في جرائد أخرى، منهم على سبيل المثال لا الحصر: دعاء سلطان وإيهاب التركي وقنديل وعبير عبد الوهاب وهشام فهمي.. صفحة "الرياضة" اللي "بتشر" زمالك، رغم أني "أهلاوي" ومع ذلك أحببتها وتابعتها.. صفحة "ضربة شمس" وفلسفتها المعقدة أحيانًا والغريبة أحيانًا أخرى، صور "خالد كساب" مع الملك "محمد منير" وأشعاره الخاطفة جوار المقال. رسومات "وليد طاهر" المبدعة، ومقالات "وليد كساب" و"شادي زلط" و"طلال فيصل" وأشعار "محمد خير" و"رامي يحيى" و"أحمد العايدي" وشريط الميل وآخره.. 

صفحة الجاسوسية التي توقفت وكان يكتبها أستاذي د. "نبيل فاروق"، ومقالات يوم الثلاثاء لأستاذي د."أحمد خالد توفيق".

صفحة "الرأي" ومقالات "بثينة كامل" ود. "عماد أبو غازي" ود. "حلمي النمنم"، ومقهى "محمد عبد القدوس" المفتوح في الشارع السياسي وعمود العم "أحمد فؤاد نجم" الذي تنطلق منه الرصاصات في بعض الأحيان.
مدرسة الكاريكاتير التي أفرزت وأبرزت لنا مواهب كاريكاتيرية خرجت من الدستور وانتشرت في كل مكان كمخلوف ومحمد عبد الله وعبد الله أحمد ودعاء العدل وقنديل -في أقوال أخرى أنديل- ومؤخرًا إيهاب هندي وحسن موسي.

ناهيك عن التحقيقات الجريئة ومقال "إبراهيم عيسى" وصورته القديمة التي لم تكن تُظهر وجهه كاملا، ومقالات "إبراهيم منصور" و"خالد السرجاني" و"إيهاب الزلاقي" والمانشيتات المميزة التي تصاحبها صور القضاة تارة والأخوان تارة أخرى، وجمال مبارك ومبارك نفسه تارة ثالثة ورابعة وخامسة.

وبعد كل هذا يسألني: أنت زعلان ليه؟ ويكون له نفس يأكل الترمس كذلك.

العجيب ياأخي أنني لاحظت غياب جملة "الأمة مصدر السلطات" فقط في العدد الأسبوعي الحقيقي الأخير للدستور، وتساءلت بداخلي أين ذهب الشعار؟ ليأتي الرد في الأسبوع التالي مباشرة، بأن "البدوي" و"إدوارد" هما مصدر السلطات والإقالات، والغريب ياأخي أن يكون المانشيت الرئيسي للعدد الأسبوعي الأخير هو: "عندما هوى الرئيس مبارك بقبضته على المائدة" ليكون المانشيت الرئيسي في الأسبوع التالي له في غالبية الصحف والمواقع الإخبارية هو: "حينما هوى النظام بالبدوي وإدوارد على الدستور"..

بمناسبة "البدوي" فقد سمعت أن الحكومة تنوي تغيير موعد مولد "السيد البدوي" ليكون في "الخامس من أكتوبر" من كل عام، وافتتاحه بموسيقى فيلم "mission impossible" أو المهمة المستحيلة لمن لا يعرفها، والله أعلم.

بس أمانة، اللي يشوف منكم الدستور اللي أعرفها يبلغها سلامي.

الاثنين، ١ نوفمبر ٢٠١٠

مــعًــا ســنــغــيـــر..


الكل ينادي بالتغيير، وهي حقيقة واقعة ولا أحد ينكر ذلك..

القوى والتيارات السياسية بمختلف توجهاتها بتنادي بالتغيير، ومفهوم عايزين يغيروا إيه، ومين.. ده كمان فيه عندك جمعية وطنية للتغيير، يعني الموضوع مش صغير.. صنّاع الكتب الخارجية بينادوا بتغيير قرار وزير التعليم، وياحبذا لو تغيير الوزير على بعضه كمان.. جمهور السينما بينادي بتغيير موجة الأفلام اللي شغالة دلوقتي بداية من أفلام سعد الصغير لحد أفلام سعد الكبير "محمد سعد" وجمهور الأغاني بينادي بتغيير ماسورة المغنيين اللي بيطلعولك من كل قناة، كلهم شبه بعض وبيقدموا أغاني مستهلكة الكلمات واللحن ومتعرفش إيه علاقة الكليب بالأغنية أصلا، بس ده له موضوع تاني خلينا في التغيير دلوقتي.. ده حتى جمال مروان في حملة ميلودي دراما عايز يغير شعار الحملة ويخليها ميلودي تتحدى قلة الأدب رغم أن الحملة مليانة قلة أدب عالآخر..

طب يعني وقفت عليا أنا؟!

أنا كمان قلت لازم أغير، مش هدومي طبعًَا، لأ.. قلت لازم أغير شكل المدونة.. أغير الستايل والألوان والأغنية الكئيبة اللي كانت شغالة الأول، رغم أني بحبها جدًا لحد دلوقتي، وبحب المطربة لينا شماميان جدًا جدًا، بس منكرش أن الأغنية كانت كئيبة..

قلت لازم أغير من متابعتي "شبه المعدومة" للمدونة وأكتّر من نشاطي وكتاباتي عليها.. هو أنا عاملها عشان أركنها؟!

أشيل البانر القديم وأحط واحد مكانه، قعدت حوالي 3 أيام بفكر في شكل بانر جديد يكون مناسب.. لحد ما صحيت من كام يوم والفكرة بتختمر في دماغي وعلى ما خلص اليوم كنت نفذتها.. أصل بما أني قررت أغير اسم المدونة كمان وأخليها "خلطبيطة" على اسم آخر كتاب ليا.. يبقى لازم البانر يكون خلطبيطة، بس بنظام، زي ما أنا في حياتي بالظبط.. وكانت النتيجة زي ما أنتوا شايفين..

المشكلة التانية كانت في الأغنية.. عايز أحط أغنية مبهجة شوية.. لقيت الموسيقى اللي بعشقها من افتتاحية مسلسل Dexter أفضل مسلسل ممكن أشوفه في حياتي كلها.. بس إزاي أعملها مكان القديمة، والقديمة محتاجة امتدادات rm و....... شغلانة يعني.. لحد ما "سارة" -صديقتي العزيزة- دلتني على موقع جميل اسمه Mixpod عملت منه البلاي ليست الموجودة دلوقتي.. يعني مش أغنية واحدة ولا مقطوعة واحدة.. لأ.. أكتر من واحدة.. وزي ما أحب، لو عايز أحط 50 أو 100 مش هيقول لأ.. اخترت أفضل الأغاني والمقطوعات الموسيقية المبهجة واللي في نفس الوقت بحبها برضو جدًا وحطيتها ورتبتها وظبّطتها وبقى كله تمام..

بالمناسبة هتلاقوا من ضمن أغاني البلاي ليست، أغنية شبيك لبيك لـ فرقة زمان ZaMaN.. اللي متابع معايا هنا هيكون عارف فرقة زمان كويس.. الأغنية دي كلمات: أحمد عز الدين عضو الفرقة وأخويا، وألحاني كمان :D:D يعني اللي يسمعها يقول رأيه بصراحة بقى..

المدونة فضلت بشكلها القديم من أول ما عملتها في أبريل 2007.. فضلت 3 سنين زي ما هي لحد ما أنا زهقت والناس كمان زهقت.. ودي مجرد 3 سنين بس مش 30 سنة -ربنا يكون في عوننا والله- المهم يعني أني كنت خايف من التغيير ومش عايز أفكر فيه رغم أن كتير من أصدقائي كانوا بيطلبوا مني أغير الشكل وأجاري العصر.. بس كنت مستريح مع الشكل القديم.. وخلاص فاض الكيل وانتهى الأمر..

دلوقتي قدامكم الشكل الجديد والاسم الجديد.. البانر الجديد والبلاي ليست الجديدة.. وغالبًا "عـمـرو" كمان جديد..

ياترى كويس ولا؟؟

الخميس، ٨ أبريل ٢٠١٠

أربعون عامًا على مذبحة بحر البقر - 8 أبريل 1970 - 2010



في مثل هذا اليوم، قبل ساعات من الآن.. صباح الثامن من أبريل 1970.. كان الطيران الإسرائيلي يضرب بقذائفه مدرسة بحر البقر الابتدائية المصرية.. مدرسة أطفال.. ليست حصنًا عسكريًا.. ليست مصنعًا للأسلحة.. بل مدرسة أطفال..
في مثل هذا اليوم، قبل ساعات من الآن.. صباح الثامن من أبريل 1970.. استشهد ثلاثون طفلا وطفلة مصريين.. سالت دماؤهم الطاهرة وانطبعت على الأرض والمقاعد والكراسات والحقائب.. انطبعت داخل وجدان كل مصري.. انطبعت في ذاكرة كل من عاصر هذه المذبحة البشعة.. التي لا تقل بشاعة عن كل مجازر العدو الصهيوني وعصابات إسرائيل..
في مثل هذا اليوم، بكت الأمهات وتمزقت قلوبهن على فلذات أكبادهن.. وعاد الطيران الإسرائيلي لقواعده مهنئين أنفسهم بهذه المعركة التي أبرزوا فيها خستهم وحقارتهم..
في مثل هذا اليوم.. من كل عام.. لابد لنا أن نتذكر ما حدث.. أن نذّكر به الكل..
دعوة أطلقها د. أحمد خالد توفيق عبر مقاله بجريدة الدستور الثلاثاء 6 أبريل 2010.. دعوة لخصتها عبارته:

" لا أطلب منك شيئًا وإلا لفعلته أنا، لكني أريدك ألا تنسي، وألا تخبو جذوة الحقد المقدسة أبدًا مهما قالوا ومهما زعموا ومهما غيروا الحقائق ".


يمكنكم قراءة مقال د. أحمد خالد توفيق من هنا
كذلك هناك تدوينة ممتازة لصديقي العزيز محمد النقيب، عمرها عام.. يمكنكم الإطلاع عليها من هنا
أما لسماع أغنية (الدرس انتهى لموا الكراريس) التي كتبها صلاح جاهين بعد تأثره بالمذبحة، ولحنها سيد مكاوي، وغنتها شادية، فيمكنكم سماعها من هنا

أرجوكم..
لا تنسوا..
فقط..

السبت، ٣ أبريل ٢٠١٠

الحرية لأحمد مهنى


:::تحديث:::

تم الإفراج عن أحمد مهنى يوم الأحد 4 أبريل الساعة السادسة مساءً بعد قضاء يومين رهن الاعتقال.. وهو بخير الحمد لله.. ألف حمد لله على سلامتك يا أحمد
.



الصورة نقلا عن الفيس بوك

استيقظت في الصباح على خبر اعتقال مباحث أمن الدولة للناشر الشاب والصديق أحمد مهنى، مدير دار دَوِّن للنشر، جاء وفقًا للخبر أن الاعتقال تم بناء على نشره لكتاب (البرادعي وحلم الثورة الخضراء) للكاتب الصحفي كمال غبريال.. وهو الأمر الأكثر غرابة أن يتم اعتقال ناشر أيًا كان لقيامه بنشر كتاب!!
أين هي حرية الرأي والفكر والتعبير التي يصدعنا بها النظام طوال الوقت مع عبارات مطاطة على طراز: لا مساس بحرية التعبير.. لا مساس بحرية النشر.. حتى بت لا أعرف ما معنى (لامساس) هذه وربما كان معناها أنه (لا مساس.. فقط) إنما ممكن اعتقال واختطاف وترويع للآمنين وأي حاجة تانية غير (المساس)..
الكتاب - كما يقول مؤلفه - يضم مقالات تم نشرها من قبل في عدة مواقع إليكترونية، إذن فالكتاب ليس بالجديد، لكن العقول الأمنية المغلقة والمستغلقة على أفكار بوليسية تشكيكية لا تعترف بهذا.. وأراهن أنه لا أحد منهم قرأ الكتاب ليعرف محتواه.. فقط وجدوا كتابًا يحمل اسم البرادعي مقترنًا بكلمة ثورة.. يا نهار أسود يبقى قلب نظام حكم.. وهوب يلا اعتقل واضرب واخطف وصادر وامنع..
وماذا لو كان الناشر ليس أحمد مهنى؟
هل لأنه شاب صغير السن نسبيًا وجديد نسبيًا أيضًا في عالم النشر؟
هل لأنهم يعتقدون ألا ظهر له؟ ولن يوجد من يدافع عنه؟
يبدو بالفعل أن اسم د. البرادعي أصبح يشكل قلقًا كبيرًا للنظام.. رغم أنه من المؤكد أنه يشكل قلقًا منذ فترة طويلة.. لكن هذه الأيام بالذات ازداد هذا القلق.. وحينما يجد النظام أنه غير قادر على التعامل مع الكبار لما سيسببونه من فضائح عالمية له - أي انظام - فقد انتقل لضرب الصغار وتخويفهم بما فعل اليوم..
أطالب - ولست وحدي - بالحرية لأحمد مهنى وأتضامن - ولست وحدي أيضًا - معه حتى النهاية..
وربنا يرجعك بالسلامة..

الخبر من المصري اليوم:
http://www.masrawy.com/News/Egypt/Politics/2010/april/3/baradeey.aspx

الخبر من موقع دار الكتب:
http://www.daralkotob.net/incidents/latest-news/4283-arrested.html

الأربعاء، ٢٧ يناير ٢٠١٠

قبل موقعة أنجولا - مزايا وتوصيات

الصورة نقلا عن الفيس بوك


منذ شهر ونصف الشهر كتبت مقالا وأرسلته إلى إحدى المجلات الإليكترونية، لكنه لم يُنشر للأسف، وكانت فكرة المقال من صديقي العزيز حسام دياب وهي تدور حول محور: ماذا لو التقى منتتخب مصر ومنتخب الجزائر من جديد في أمم أنجولا؟

كتبت المقال وليس في بالي أن هذا سيصبح واقعًا وأننا سنلاقي منتخب الجزائر بالفعل بعد يومين..

أترككم إذن مع المقال ولأعد بعدها لأكمل كلامي



------------------

قبل موقعة أنجولا.. مزايا وتوصيات


في مقال مهم كتب الأستاذ فهمي هويدي عن الخطايا العشر التي وقعت من الجانب المصري قبل وأثناء وبعد الأسبوع المشحون الذي تقابل فيه منتخبا مصر والجزائر مرتين الفاصل بينهما أربعة أيام. المقال بعنوان (بعد صدمة الخرطوم: الخطايا العشر).. وفيه حدد عشرة أخطاء وقعت فيها مصر ممثلة في رجال إعلامها ورياضييها
وغيرهم، تاركًا الخطايا الجزائرية لذوي الشأن هناك على حد قوله..

وبعيدًا عن تلك الخطايا، التي فندها وحللها أستاذنا في كثير من الحكمة، فإن أية صدمة تواجهنا، نخرج منها بعد الإفاقة التامة بخطايا ومزايا تفضي بنا إلى مجموعة من التوصيات، تجعلنا نتحاشي تلك الخطايا مستقبلا ونستزيد من المزايا..

فلا يخفى على أحد أن منتخبي مصر والجزائر سيذهبان إلى أنجولا بعد أقل من شهرين ليخوضا نهائيات كأس الأمم الأفريقية.. ورغم وقوع كل منتخب في مجموعة بعيدة كل البعد عن المنتخب الآخر، إلا أن نظرية الاحتمالات التي درسانا في المدارس – أيام ما كان عندنا مدارس – تجعلنا نتوقع مقابلة بين المنتخبين في الأدوار التالية..

هذه المقابلة التي ستعيد إلى الأذهان ذكريات الفترة المريرة (14 – 18 نوفمبر) وما حدث قبلها وما وقع بعدها.. فما الذي سيحدث وقتها؟

ستخرج الفضائيات الرياضية وغير الرياضية بالعناوين المثيرة على غرار: (لقاء الانتقام) أو (الفراعنة يستعدون لذبح محاربي الصحراء) أو (معركة رد الشرف) إلى آخر تلك العناوين البراقة المهيجة للجماهير.. هذا قبل أن تبدأ حرب المحللين الرياضيين، الذين يرون أن (سيد معوض) من ناحية اليسار سيقضي على حركة (كريم زياني) في منتصف الملعب مما سيجعل الأخير مثله مثل حكم الراية لا دخل له بالمباراة إلا احتساب الأوفسايد، بينما (عنتر يحيى) قد يجعل (عماد متعب) مدافعًا من كثرة الضغط عليه.. ولابد لـ(حسن شحاته) أن يدفع بـ(وائل جمعه) من بداية المباراة ويترك (عصام الحضري) إلى ضربات الجزاء الترجيحية لأنه حارس المرمى طبعًا!!

ثم تنتقل المعركة الإعلامية من ساحات التليفزيون إلى أوراق الصحف. قد نجد الجرائد الجزائرية بدورها تشن حملة جديدة على المنتخب المصري ومصر عمومًا، حيث يكتشفون أن يهود بني القينقاع قد هاجروا من شبه الجزيرة العربية واستقروا في مصر قبل توحيد القطرين بشهرين، وبالتالي فإن كل المصريين يهود.. بينما في المقابل تتذكر الصحف المصرية ما فعله رمسيس الثاني حينما أرسل خمسين عجلة حربية محملة بالجنود الفراعنة السمر الشداد، لمساعدة أهل الصحراء وقتها في التخلص من نبات الصبار الذي كان (بيشوكهم وهما نايمين) وكيف أن الجزائر قد نست هذه المساعدة التاريخية عميقة الأثر..

أما الفيس بوك، فهو طرف أساسي في أي شيء يحدث في الحياة، بداية من حملات الانتخابات الرئاسية في مصر وحتى تجميع أكبر قدر من محبي المياه الطبيعية وكارهي المعدنية.. على الفيس بوك ستبدأ حملات من الجانبين إما بأغنيات وطنية مثل (ع الربابة بأغني) التي تغنيها وردة الجزائرية!! أو بأغنيات راب مليئة بالسباب للجزائريين وما سيفعله بهم الحمر في أرض الملعب الخضراء!! ثم الصور التي تضع علم الجزائر على أي شيء يحمل طابع مهين، أو تغيير العلم المصري لوضع شعار الحملات الصليبية لريتشارد قلب الأسد بدلا من النسر..

قد يتحمس بعض المنتجين السينميائيين لإنتاج أفلام تمجد الانتصارات المصرية على الجزائر، فتخرج لنا أفلام الجاسوسية (فتاة من الجزائر) و(مهمة في وهران) و(48 ساعة في عنابة) أو أفلام الحروب مثل (الكرة لا تزال في شباكهم) و(البلنتي العظيم) و(أبناء الملعب)!!

لكن بعيدًا عن كل هذا، فإن علينا أن نقدم بعض التوصيات لأصحاب الشأن هنا كي نتجنب كل ما حدث من قبل، خاصة موقعة الخرطوم التي لم نحارب فيها ولم نرفع سنجة أو طوبة بعد أن ضُربت أوتوبيساتنا وهي على الأرض..

أولى التوصيات: إلى الحكومة المصرية قوموا بتدريب الجماهير المصرية من الآن على فنون الدفاع عن النفس وفنون التنكر والتخفي، ولا بأس بدورة ICDL كنوع من التثقيف التكنولوجي لجيل المستقبل، أما يوم المباراة نفسه فيجب توزيع قمصان مضادة للطوب والمطاوي والسكاكين على المشجعين التي ستذهب لتشجيع المنتخب يومها على أن تكون القمصان ملونة بألوان العلم المصري ترسيخًا لمعاني حب الوطن، مع قمصان احتياطي ملونة بألوان العلم الأنجولي وعلب ورنيش للتنكر في هيئة المواطنين الأنجوليين إذا لزم الأمر للتخفي، ولا داعي للقلق على وطنية المشجعين فالضرورات تبيح المحظورات..

ثاني التوصيات: ألا نرسل محمد فؤاد ونادية مصطفى وهيثم شاكر وهالة صدقي وطارق علام هذه المرة، وأقترح إرسال تامر حسني فقط لا غير، فهو نجم الجيل وربما تنشغل به الفتيات أو يسعى المشجعون الجزائريون للتصوير إلى جواره أو القفز في أحضانه مما يجعلهم يتركون المشجع المصري في حاله، أو يصاب بأي شيء ونبقى ضربنا عصفورين بحجر واحد..

ثالث التوصيات: إلى اتحاد الكرة، أن يطلب من الفيفا ارتداء المنتخب الجزائري للفانلة الخضراء وليست البيضاء، فقد ثبت بالتجربة العملية أن منتخب الجزائر يفوز بالفانلة البيضاء على أرضه أو في أية أرض أخرى، ويخسر بالفانلة الخضراء على ستاد القاهرة، وهذه الملاحظات أخذت خلال عام 2009 رغم أنه خسر بالفانلة البيضاء قديمًا، لكن تجارب العلماء لا تهدأ أبدًا..

رابع التوصيات: إلى الحكومة الأنجولية، خطة أمنية متخرش المية، قوموا بتسيير أوتوبيسات مليئة بهياكل خشبية على شكل مشجعين مع بعض الأعلام المصرية، كنوع من الخداع والتمويه الاستراتيجي، أما المشجعين الأصليين فيمكن نقلهم في غواصات حتى أسفل المدرجات، بحماية من الضفادع البشرية، معلق عليها الأعلام الفنزويلية إمعانًا في التضليل..

خامس التوصيات: إلى الحكومة الجزائرية، يمكنكم تمويل الفئة التي ستذهب إلى التشجيع - إن كانت من نفس نوعية الخرطوم - بالأسلحة اللازمة، بدلا من التسوق في مراكز أنجولا التجارية والتبضع من هناك، هذا فقط لترشيد الإنفاق، أما لو كانت الجماهير الجزائرية المحترمة هي من ستذهب فانسوا هذه التوصية تمامًَا..

التوصية الأخيرة: أوصي بها نفسي وإياكم، أن نشجع منتخبنا في إطار كرة القدم فقط، نتمنى له الفوز دون النظر لطبيعة الفريق المنافس.. لا داعي أن يكون الفوز على منتخب الجزائر دونه الموت، ولا يجب أن يكون الفوز على منتخب مصر هو النصر المبين.. فإن التقا المنتخبان فكل منهما له الحق أن يحلم بالفوز، وكل منهما له الحق في أن يستميت لعبًا كي لا يخسر.. وعلينا كمشجعين أن نتفانى في التشجيع في مدة مقدارها (90 دقيقة) بالوقت بدل الضائع كذلك وربما بالوقت الإضافي وضربات الجزاء، لو لم يكن متعبًا لكم، ثم إما نهلل فرحًا بالنصر، أو نبتسم في هدوء عند الهزيمة..

لا أتمنى أن يتقابل المنتخبان في أنجولا أو في فترة قريبة، حتى تشعر النفوس بالصفاء الفعلي، ويتم احتواء الأزمة بشكل حقيقي بدلا من الاكتفاء بالسكوت فقط، لأن رماد الصمت الحالي يغطي جذوة نار الغضب الذي لم يهدأ بعد، حتى يلتقي المنتخبان لتقوم عاصفة اللقاء في كسح الرماد ونشر النيران من جديد.. لكن هذه المرة لن يبقى بعدها شيئًا، ولن يتمكن أحد من إطفائها.



--------------------------


انتهي المقال.


المضحك أن منتخب الجزائر خسر أولى مبارياته وهو يرتدي الفانلة الخضراء بالفعل، وعاد ليفوز أو يتعادل بالفانلة البيضاء، يبدو إذن أن ملاحظتي صحيحة، لهذا أؤكد على ضرورة ارتدائهم فانلتهم الخضراء في المباراة القادمة :D:D

كذلك هناك ملاحظة أخرى.. أن الجمهور الجزائري الذي ظهر حتى الآن هو جمهور محترم راقٍ يشجع كرة القدم فقط ولا دخل له بأمور أخرى فرعية كالمشجعين وخلافه..

لكنني وبكل صراحة أتمنى أن ينتهي هذا الأمر - سوء التفاهم بين شعبي البلدين - بتلك المباراة.. أتمنى أن أرى الفريقين يهبطان معًا إلى أرض الملعب، أن يتبادلا الابتسام والتشجيع..

المباراة لابد فيها من فائز.. فليكن الفائز أيًا كان، متواضعًا عند النصر.. يذهب لتحية المهزوم ويثني على أدائه.. أتمنى أن يبتسم المهزوم ويشد على يد المنتصر متمنيًا له أن يستكمل المشوار والتألق..

أتمنى أن يفوز منتخب مصر، وذلك لأنني مصري.. لكنني أتمنى أكثر أن تسود المباراة روح الحب والإخاء ولا نجعل منها تكرارًا لمأساة عانينا منها جميعًا منذ ما يزيد عن الشهرين..


كل التوفيق للمنتخبين يوم الخميس..


والنصر لمنتخب مصر :D:D

الجمعة، ١ يناير ٢٠١٠

خلي عندك أحبال صوتية



يولد الإنسان في مصر وهو مكتوب عليه عدد غير معلوم حتى الآن من البطايق.. فما إن يتم 16 سنة حتى يبدأ أبوه بالبيت في نغمة:
- يالا يا حبيبي كبرت ولازم تطلع بطاقة..
- طب ما تخليها بكرة يا بابا..
- مفيش بكرة.. افرض نزلت تصيع مع أصحابك الصيع زي كل يوم؟ والبوليس وقفك تحري في الشارع وأنت خلقتك شبهة أصلا.. هتعمل إيه؟
وهكذا يقتنع الابن أنه لازم يطلع بطاقة شخصية، وذلك خوفًا من إنه يتمسك تحري في الشارع..
يتزوج الإنسان في مصر فيكون عليه استخراج بطاقة عائلية يكتب فيها اسم مراته، عشان كل ما يبص في البطاقة يفتكر اليوم المنيل اللي فكر فيه يحول من شخصية لعائلية.. يعني مش كفاية قاعداله في البيت ليل نهار، لأ كمان طالعة عنده في البطاقة..
يكبر الإنسان أكثر فيجد أن البطاقة العائلية أو الشخصية الورق أصبحت موضة قديمة، الموضة الجديدة هي بطاقة الرقم القومي..
واجري يا عم هات الورق.. شكله إيه ورق البطاقة الجديدة؟ اللي يقولك ورق مكتوب بالحبر السري.. واللي يقولك أخضر وباستك من فوق.. واللي يقولك شبه ابن أختي الصغير وهو عنده إسهال..
طب بكام يا عم الورق ده؟ 50 جنيه.. لأ طبعًا بطاقة زي دي ورقها مش هيقل عن 100 جنيه.. أصل دي بطاقة غير قابلة للتزوير.. وفيها رقم قومي محتاج ذاكرة حديدية عشان تفتكره.. ومكتوب برموز ينفع يستغلها دان براون في روايته الجديدة (شفرة الرقم القومي) بس ده مش موضوعنا دلوقتي..
وتروح تقف في طوابير.. وتشتري الورق.. وتملا البيانات وتلف على الإمضاءات وتدوخ على الأختام.. وفي الآخر يقعدوك قدام جهاز شبهة جهاز أشعة إكس بتاع المستشفيات عشان تتصور أبشع صورة ممكن تتصورها في حياتك.. تبقى فاكر أنك ابتسمت وأنك كنت لابس كويس.. وأنك كنت مسرح شعرك وحالق دقنك.. تطلع الصورة شكلك فيها عليه غضب الله وشعرك مش شعرك ودقنك طالعة وكأنك جثة متصورة في مشرحة..
خلاص عديت.. هتخش على بطاقة التموين.. ما هو أنت اتجوزت.. وكمان خلفت ييجي تلات أربع عيال شبهك وشبه المحروسة مراتك.. يعني هي كانت ناقصة نسخ جديدة منكم.. بتطلع بطاقة التموين عشان تاخد حقك من الحكومة وتاخد الدعم اللي بيذهب لمستحقيه دايمًا.. إزازتين زيت مواتير على كيلو سكر مستخرج من بذر البطيخ على علبة سمن شكلها صابون متغير شكله..
طبعًا من غير بطاقة التموين مش هتطول علبة كبريت حتى.. ومن غير بطاقة عائلية مش هتطلع بطاقة التموين.. ومن غير بطاقة شخصية مش هتطلع بطاقة عائلية.. ومن هنا نخلص إلى أن الإنسان ما هو إلا بطايق وشوية حاجات فوق بعض..
لكن ماذا عن البطاقة الانتخابية؟
البطاقة الانتخابية دي هي أبعد شيء ممكن البني آدم في مصر يفكر في استخراجه.. ده لو كان عارف بوجود الكائن ده في بلده.. ما هو من كتر البطايق نسى مين بتاعة إيه.. مش بعيد لو استوقفه كمين في الشارع وقاله بطاقتك، يطلعله بطاقة رقم الجلوس وساعتها هيتاخد تحري واحتمال يلبس فيها تلات سنين بتهمة التهييس على السلطات..
البطاقة الانتخابية بكل بساطة بتستخدم في الانتخابات.. آه والله العظيم.. بتطلعها وأنت في نيتك تروح بيها يوم الانتخابات بتاعة مجلس الشعب.. الشوري.. الرئاسة.. وتنتخب اللي عايزه يمثلك حقيقي.. وتقوم تروح..
لكن المشكلة أن كتيييييييييير مننا مش معاه بطاقة انتخابية - وأنا منهم - كتير مننا بيطنش.. كتير مننا بيقولك يعني هعمل إيه إذا رشحت فلان ولا علان.. ما ترتان هيكسب.. ما هما بيزوروا الانتخابات وبيخلوا الحزب الوطني يكسب في الآخر..
لكن اللي اكتشفته مؤخرًا أن التزوير ده بسببنا إحنا.. إحنا مش بنطلع بطاقة انتخابية.. وبالتالي مش بنروح الانتخابات ننتخب.. فالأخوة الأعزاء القائمين على الانتخابات وشئونها يستخسورا أن صوت حضرتك يضيع في الزحمة.. ويقوموا يحطوه..يحطوه فين؟ أكيد عرفت طبعًا..
يبقى صوتك اللي بيتزور ده وأنت عايش وحي ترزق وتتنفس وتاكل وتشرب وتحضر ماتشات المنتخب وتتابع مسلسلات رمضان، أنت أولى بيه.. وأولى لحد يستاهل بدل ما يروح لحد مايستاهلش.. أولى أنك تروح بنفسك يوم الانتخابات وتمسك إيد القائم على شئونها قبل ما يكتب اسمك في الخانة اللي هو عايزها وتقوله بعد إذنك أنا جيت وبلاش تتعب نفسك.. أنا هنتخب بنفسي.. وتنتخب اللي شايفه أفضل..
وده اللي إحنا عاوزينه يحصل..
ومش هيحصل إلا لو طلعت بطاقة انتخابية.. وروحت يوم الانتخابات واستخدمت صوتك اللي كان مكتوم كل ده..
والموضوع مش صعب.. ولا مستحيل.. ولا معقد..
أنت هتروح القسم.. آه وشك اصفر ليه كده؟ القسم ده مكان مش بيخوف للدرجة دي.. أي نعم في الفترة اللي فاتت بقى اسم القسم مقترن باسم بيت الرعب في الملاهي بس وإيه يعني.. أنت تستعين بالله وتروح هي موتة ولا أكتر يعني.. واحتياطي تقل في هدومك عشان لو في عصاية كده ولا كده متعرفش توصل ليي هي عايزاه..
المهم أنت تروح القسم.. ومعاك صورة بطاقة شخصية.. وتطلب أنك تطلع بطاقة انتخابية.. مش مطلوب منك أكتر من صورة بطاقة شخصية ولا عائلية بس مش بطاقة التموين خليك مفتح..
وبعد كده هيقولك تعالى استلمها في يوم معين..
بس هل تفتكر أن ده كده معناه أن دورك خلص؟ لأ طبعًا.. دورك الأكبر لسه يوم الانتخابات نفسها.. بس ده له موال تاني..
البطاقة الانتخابية دي عشان تخلي عندك صوت، وده شعار الحملة اللي منطلقة الآن على الفيس بوك.. فكروني أحط الوصلة بتاعتها في آخر البوست..
بس البطاقة الانتخابية مش هي الصوت.. أنت عشان تتكلم في الطبيعي لازم يكون عندك أحبال صوتية قادرة أنها تطلع الصوت..من غير أحبال صوتية ابقى قابلني لو عرفت تنطق.. أهي البطاقة الانتخابية دي هي أحبالك الصوتية الانتخابية.. طول ما هي معاك تقدر تطلع صوت انتخابي وتغير زي ما أنت عايز..
الكلام ده مش ليك وبس.. أنت بمجرد أنك عرفت بقى عندك مسئولية أنك تعرف اللي حواليك بالموضوع.. تروح لبيتك وتقول لأبوك وأمك وأخواتك أنهم لازم يطلعوا بطاقة انتخابية.. لازم يكون ليهم صوت..
مش كل مرة هنقعد نتفرج ولما يتم التزوير نقول كنا عارفين.. طب ولما إحنا كنا عارفين متحركناش ليه لمنع التزوير؟
أهو جه الوقت أهو..
خلي بالك.. آخر ميعاد لاستخراج بطاقة انتخابية هو يوم 31 يناير 2010.. يعني فاضل شهر من دلوقتي.. شد حيلك وبلاش تكسل وتقول لسه بدري.. روح من دلوقتي وخد معاك اللي تقدر عليه من أصحابك وأهلك ومعارفك..
مصر تستاهل كل خير.. وجه دورنا عشان نغيرها بجد..
محدش فكرني أحط لينك الحملة.. كويس اني لسه فاكر..
http://www.facebook.com/notifications.php#/group.php?gid=213501021940
خلي عندك أحبال صوتية.. عشان تخلي عندك صوت
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...