دوّر يمكن تلاقي

بحث مخصص

الأربعاء، ٣ نوفمبر ٢٠١٠

انـت زعــلان لــيــــه؟؟




حين علمت بإقالة الأستاذ "إبراهيم عيسى" من رئاسة تحرير الدستور، اغرورقت عيناي بالدموع، لكني لم أسافر إلى الإسكندرية نظرًا لأنني فيها بالفعل، ولم أجد مكانًا أسافر إليه، فحسدت السيد البدوي -الولي الصالح الجديد للحكومة- على تمكنه من السفر كي "يغير" جو، بعد أن "غيّر" ملامح جريدة كاملة..

ثم سألني أحدهم: أنت زعلان ليه؟ فلا إبراهيم عيسى قريبك ولا أنت من صحفيي الدستور، فأعطيته كيس "ترمس" لينشغل به وينسى الأمر. والحقيقة أنني لم أكن يومًا من مريدي أي إنسان، لأن كل واحد يخطئ ويصيب، لذا فقد أختلف مع "إبراهيم عيسى" في مقال أو في برنامج أو في رأي، لكنني لن أرضى بحبسه لأنه سأل عن "صحة الرئيس"، ولن أرضى بإبعاده عن رئاسة تحرير الدستور بمخطط خائب لا يخيل على أحد، وسأتضامن معه في كل الأحوال. 

أما الدستور نفسها، فقد تشرفتُ بوجود اسمي على صفحاتها مرتين، الأولى كانت في ديسمبر 2005 وكنت وقتها طالبًا جامعيًا أريد إصدار مجلة تابعة لإحدى أسر جامعة الإسكندرية، ولاقيت تعنتًا غريبًا من "أساتذة" الجامعة بعد أن جمعت مادتها مع فريق العمل؛ لا لشئ إلا لأن المجلة صارت معارضة، و"تعترض" على أحوال الجامعة وقتها، فراسلت الأستاذ "بلال فضل" الذي قام بنشر -مشكورًا- نص رسالتي في صفحة (قلمين) كنوع من الانتصار لقضيتنا.


والمرة الثانية كانت بطريق مباشر في صيف 2009، حين نُشر لي مقال بصفحة (في الغميق) التي كان يحررها أستاذ "حسام مصطفى إبراهيم" وهو ما حقق لدي حلمًا رافقني منذ قرأت الدستور لأول مرة في 2005، وهو أن أكتب على صفحاتها ذات يوم.


هكذا اتضح أن لي الحق في "الزعل" على "إبراهيم عيسى" وأن أعتبر نفسي أحد خريجي مدرسة الدستور ولو بمقال واحد، وكيف لا وقد وجدت أن الدستور كانت رفيقتي منذ خمسة أعوام اتفقت خلالها مع بائع الجرائد في منطقتنا أن يحجزها لي كل أربعاء دون أن أطلبها منه، فكان يأتيني بها دون انتظار مروري عليه. خمسة أعوام أقرأ أعدادها الأسبوعية بشغف كبير، قبل أن أنتقل لليومية بعد ذلك، وأتعلم منها الكثير. لكن أهم ما تعلمته هو ألا أخاف، وأنه لا أحد فوق النقد مهما كان.

لا زلت أذكر صفحة "قلمين" -التي توقفت بدري بدري- وكاريكاتيرات الأستاذ "عمرو سليم" الممتعة وكتابات الأستاذ "بلال فضل" الساخرة وعموده الخالد: الجاموس المحيط.. صفحة "الفن" التي وجدت فيها من يقدمون مقالات نقدية واعية للأفلام والمسلسلات والأغاني بشكل يحترم عقل القارئ، وحوارات مع بعض فنانين، تتسم بصدق قلما وجدته في جرائد أخرى، منهم على سبيل المثال لا الحصر: دعاء سلطان وإيهاب التركي وقنديل وعبير عبد الوهاب وهشام فهمي.. صفحة "الرياضة" اللي "بتشر" زمالك، رغم أني "أهلاوي" ومع ذلك أحببتها وتابعتها.. صفحة "ضربة شمس" وفلسفتها المعقدة أحيانًا والغريبة أحيانًا أخرى، صور "خالد كساب" مع الملك "محمد منير" وأشعاره الخاطفة جوار المقال. رسومات "وليد طاهر" المبدعة، ومقالات "وليد كساب" و"شادي زلط" و"طلال فيصل" وأشعار "محمد خير" و"رامي يحيى" و"أحمد العايدي" وشريط الميل وآخره.. 

صفحة الجاسوسية التي توقفت وكان يكتبها أستاذي د. "نبيل فاروق"، ومقالات يوم الثلاثاء لأستاذي د."أحمد خالد توفيق".

صفحة "الرأي" ومقالات "بثينة كامل" ود. "عماد أبو غازي" ود. "حلمي النمنم"، ومقهى "محمد عبد القدوس" المفتوح في الشارع السياسي وعمود العم "أحمد فؤاد نجم" الذي تنطلق منه الرصاصات في بعض الأحيان.
مدرسة الكاريكاتير التي أفرزت وأبرزت لنا مواهب كاريكاتيرية خرجت من الدستور وانتشرت في كل مكان كمخلوف ومحمد عبد الله وعبد الله أحمد ودعاء العدل وقنديل -في أقوال أخرى أنديل- ومؤخرًا إيهاب هندي وحسن موسي.

ناهيك عن التحقيقات الجريئة ومقال "إبراهيم عيسى" وصورته القديمة التي لم تكن تُظهر وجهه كاملا، ومقالات "إبراهيم منصور" و"خالد السرجاني" و"إيهاب الزلاقي" والمانشيتات المميزة التي تصاحبها صور القضاة تارة والأخوان تارة أخرى، وجمال مبارك ومبارك نفسه تارة ثالثة ورابعة وخامسة.

وبعد كل هذا يسألني: أنت زعلان ليه؟ ويكون له نفس يأكل الترمس كذلك.

العجيب ياأخي أنني لاحظت غياب جملة "الأمة مصدر السلطات" فقط في العدد الأسبوعي الحقيقي الأخير للدستور، وتساءلت بداخلي أين ذهب الشعار؟ ليأتي الرد في الأسبوع التالي مباشرة، بأن "البدوي" و"إدوارد" هما مصدر السلطات والإقالات، والغريب ياأخي أن يكون المانشيت الرئيسي للعدد الأسبوعي الأخير هو: "عندما هوى الرئيس مبارك بقبضته على المائدة" ليكون المانشيت الرئيسي في الأسبوع التالي له في غالبية الصحف والمواقع الإخبارية هو: "حينما هوى النظام بالبدوي وإدوارد على الدستور"..

بمناسبة "البدوي" فقد سمعت أن الحكومة تنوي تغيير موعد مولد "السيد البدوي" ليكون في "الخامس من أكتوبر" من كل عام، وافتتاحه بموسيقى فيلم "mission impossible" أو المهمة المستحيلة لمن لا يعرفها، والله أعلم.

بس أمانة، اللي يشوف منكم الدستور اللي أعرفها يبلغها سلامي.

هناك تعليقان (٢):

روز يقول...

رجاء، عشان خاطر ربنا، قل لي إنك تحتفظ بالأعداد الأسبوعية الأولى من إصدار الدستور! قل لي إنك تحتفظ بهذه الكنوز!
كنتُ منهم لكني بغباء.. رميتهم! :(
كنز حقيقي، لا تفرط فيه لو ما زال عندك، أما لو أن الإجابة بالنفي.. عوضك على ربنا :(

عمرو عز الدين يقول...

عشان خاطر ربنا اقولك اني محتفظ بالأعداد الأسبوعية الأولى من إصدارات الدستور.. بما فيهم العدد المذكورة فيه رسالتي في مقال بلال فضل..
عندي كتير كتير جدًا يمكن أعداد سنة كاملة..
اطمني :)))

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...