دوّر يمكن تلاقي

بحث مخصص

الخميس، ١٥ يناير ٢٠٠٩

Wall-E .. أن تكون وحيدًا


Wall-E هو عنوان أحدث أفلام شركة Pixar لعام 2008.. يحكي الفيلم باختصار عن الآلي wall-E الذي يعيش بمفرده فوق سطح الأرض المغطى بالنفايات والمخلفات، يؤدي وظيفته التي صُنع من أجلها، وهي جمع المخلفات في هيئة مكعبات يسهل التخلص منها..
يعيش wall-E وحيدًا تمامًا إلا من رفيقته الحشرة الصغيرة التي ترافقه في كل مكان.. يقضي يومه في تحويل المخلفات إلى مكعبات ثم يعود في المساء إلى صومعته التي يجمع فيها الأشياء المهمة التي يجدها وسط المخلفات، الأشياء التي قد تكون مصابيح أو علب هدايا أو لعب أو أي شء يلاقي إعجابه ويقرر أن يحتفظ به بدلا من التخلص منه..
في أحد الأيام تهبط سفينة فضاء إلى الأرض لتهبط منها الآلية الحسناء EVE التي تبدأ مهمة محددة لها بعد أن تتركها سفينة الفضاء عائدة لموطنها، وتبدأ EVE في آداء مهمتها بينما يراقبها من بعيد الآلي Wall-E بمزيج من الإبهار والإعجاب والخوف.. حتى يتم التعارف بينهما في مشهد غاية في الرقة.. ويتفنن Wall-E في إسعادها بعد أن يأخذها معه إلى صومعته ليريها ما أخذ يجمعه طوال تلك السنوات..



حتى يضع بين يديها شيئًا نعرف أنه هدف مهمتها من البداية.. هنا تتوقف الآلية عن العمل بعد أن وجدت مُرادها ليصاب Wall-E بالذعر ويحاول إفاقتها بشتى السبل في مشاهد رقيقة للغاية..
حتى يتركها في يوم من الأيام بالقرب من صومعته ويذهب ليكمل عمله.. فقد ابتعد عن العمل في الفترة السابقة محاولا إنعاشها.. وأثناء ذلك تعود سفينة الفضاء لتأخذ EVE بعد انتهاء المهلة المحددة.. يراها Wall-E من بعيد فيصرخ وينطلق بأقصى سرعته ليلحق EVE قبل أن تأخذها السفينة..
هنا كان علي أن أتوقف كثيرًا.. الآلي الوحيد الذي يعيش فوق الأرض مؤديًا مهمته التي لا يعرف غيرها وغير مؤهل إلا لها، يترك كل شيء وراءه ليلحق بـEVE.. تتغير حياته بالكامل لمجرد أنه يريد اللحاق بها.. فقد وجد - أخيرًا - الرفيقة التي ستؤنس وحدته.. التي تختلف عن صديقته الحشرة، التي هي في الأخير حشرة.. لكن الآلية فهي مثله.. ذات تفكيره.. من جنسه.. من نوعه.. حتى لو كانت بشرية عادية ما كانت لتروق له.. ما كان ليلحق بها بهذه الصورة.. هو فقط لحق بها لأنها آلية مثله..


هكذا نعيش نحن.. أو يعيش أغلبنا.. يعيش في دنياه.. يؤدي دوره بآلية تامة، يجمع من هنا ومن هناك ما يعجبه.. يشتري ملابس أو طعام أو حتى كتاب.. ثم فجأة يرتطم بـEVE.. ليجد أنه حياته كلها انقلبت رأسًا على عقب.. ليكتشف أن له دورًا أعظم من جمع المخلفات.. والتقاط الملابس والكتب.. ليكتشف أنه كان حيًا بالقصور الذاتي.. أنه يؤدي المرسوم له على الخريطة، وليس ما رسمه لنفسه أو يريده هو لنفسه بالفعل..


يكتشف أنه إلى أي مدى كان وحيدًا.. كان يعتقد أن حوله الكثيرين.. ثم فجأة يعرف أنهم كانوا مثل حشرة Wall-E ليسوا منه وليس منهم.. فقط رفقة تجعله حيًا ليوم آخر.. بينما EVE هي التي منه فعلا.. ذات تكوينه وذات أفكاره.. ذات جنسه..

كلنا بشكل أو بآخر Wall-E.. وكلنا نقضي حياتنا في جمع المخلفات.. حتى نقابل EVE.. بمختلف شكلها عند كل منا.. لكن EVE لا تظل هنا.. لا تظل إلى جوارنا للأبد.. وهنا يكون علينا أن نقرر..مثلما قرر wall-E ..


لو كنت يا عزيزي / عزيزتي مكان Wall-E هل كنت ستبقى هنا وتعود لوحدتك وتكون كما كل من حولك ترس في آلة الحياة؟ قاضيًا الوقت في تذكر Eve التي ملأت عليك حياتك في لحظة ما ثم اختفت؟


أم تترك كل شيء خلفك وتهرع خلف EVE؟ أي خلف المجهول وغير المعتاد بالنسبة لك؟

فكر جيدًا ثم أجب !!

هناك تعليق واحد:

أحمد يحيى يقول...

لم أكن لأفكر مرتين قبل أن أفعل ما فعله وولي الصغير اللطيف هناك..

الفيلم جميل، وتحليلك أجمل ياعمور.

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...