دوّر يمكن تلاقي

بحث مخصص

الخميس، ٧ فبراير ٢٠٠٨

صلاحية مدى الحياة



عد معى..
واحد
اثنان
ثلاثة
هوب..
اغطس فى الماء..
ستشعر كما أشعر.. أليس كذلك ؟
برودة قاتلة و ألم فى العظام.. ربما رجفة تكاد تهلكك..
عظيم..
الآن اخرج من الماء لكن لا تجفف نفسك.. الق هذه المنشفة من يدك..
عد معى من جديد..
واحد
اثنان
ثلاثة
هوب
اقفز وسط اللهيب..اقفز بين النيران المتأججة..
بماذا تشعر ؟
لا شىء ؟
ممتاز
الماء أنقذك يا رفيقى
هيا اخرج.. مسموح لك أن تجفف نفسك الآن..
أشعر بما تشعر به صدقنى.. أشعر أنك تكاد تقتلنى..
لا تتهور.. فأنت لا تعلم مغبة هذا الحدث.. ربما فشلت فى قتلى بالتالى فى ارتكاب الجريمة الكاملة، و وجدت نفسك هناك خلف القضبان، حيث ستجد من يضربك و يطحن عظامك.. أو تجد من ينصب نفسه حاكمًا للسجن و المساجين..
لربما تعرض لك شرطى يعانى من عقدة نقص.. أو ربما يعانى من سادية مفرطة..
هل ستغمد السكين فى صدرى ؟
افعلها و ستجد أن هناك من سيغمد عصا فيك..
لا لن يغدمها فى صدرك..
العصا ليس لها إلا مكان واحد لتغمد فيه !!
هل تراجعت عن فكرة القتل ؟
رائع..أنت تحافظ على نفسك صدقنى..
الآن أخبرنى..هل عرفت فائدة القفز فى الماء قبل أن تقفز فى النيران ؟
الماء أنقذك من الاحتراق..لا تتساءل أرجوك عن الضرورة الملحة التى جعلتنا نقفز فى النيران..
لا سبب..
لا يوجد عاقل يلقى بنفسه فى النيران.. أعرف هذا.. لكن من قال أننا عقلاء ؟
انظر يا صديقى من النافذة..
لا تخرج رأسك حتى لا تشعر بذلك الدوار السخيف و تنتهى حياتك على الأسفلت البارد و بجثة ذات رأس مهشمة ملطخة بالدماء.. لن تكون تلك هى النهاية التى تحبها بالتأكيد..
انظر بدون تحمس شديد..
سترى أن العالم يعج بالحمقى أو الغافلين.. يعج بمن تحتوى عقولهم على لا عقول..
انظر بدون تحمس شديد.. سترى أن النيران لا تدعو أحدًا للسقوط فيها..
انظر بدون تحمس شديد.. سترى أن المخابيل هم من يلقون أنفسهم فيها عامدين ذلك..
لا تنظر لى هكذا.. لسنا المخابيل الوحيدون فى العالم..
انظر بدون تحمس شديد و ستعرف أننى على حق...
الآن اجلس و حاول أن تتأرجح على المقعد الهزاز.. إنه لطيف و سيساعدك على الاسترخاء التام..
هل سمعت أغنية Sway ؟
لا تتخيلها و أنت تتأرجح..
فلن تبدأ إيقاعات الماريمبا الآن..
ربما لن تبدأ على الإطلاق.. فيكفى إيقاعات ما يأتينا من العالم الراقص..
يكفى إيقاعات قلبك الخافق كما لو أن سعر الخفقة سيزيد فى المرة القادمة..
هل يخشى قلبك أن ينفد رصيده من الخفقات ؟
لا تقلق يا عزيزى.. قلبك ممنوح صلاحية مدى الحياة.. اتكلم من قلبك هذا هو الشعار.. فليخفق قلبك كما يريد هذا هو أيضًا الشعار.. لكن أرجوك لا تجعله يهدر دقاته كثيرًا..
هذه المنطقة شبكتها ضعيفة..
ادخر خفقاته هذه للمنطقة المغطاة جيدًا..أو تلك التى تستر ما ينبغى له أن يُستر..
حتى تجد من يجيبك على الجانب الآخر..
ألم يجيبك أحدهم من قبل مطلقًا ؟
لا تنظر لى هكذا.. أقصد إحداهن بالطبع.. أنت تعرف أننا لا نفرق بين الذكر و الأنثى فى الحديث.. و لا تعرف السبب.. إنه ما يحدث عادة..
دعنى أعدل الصيغة و لا تبتئس..
ألم تجبك إحداهن من قبل ؟
ربما أنت تطلب قلبًا غير موجود بالخدمة..
أو أنه غير متاح حاليًا..
من فضلك.. حاول فى وقت لاحق.. هذا أنا و ليست رسالة مسجلة يا عزيزى..
أو حاول البحث عن قلب شاغر.. لكن لا تقل لى أنك سئمت.. الحياة لا ينفع معها السأم..
انهض من على مقعدك الهزاز هذا و قم معى.. سنذهب إلى مكان آخر.. هذا التأرجح ربما يصيبنا بالنعاس.. و لو نعسنا ربما لن ننهض مجددًا..
استمع لى.. عليك أن تجعل قلبك فى حالة اتصال..
لا من فضلك.. لا تقل لى أنك حاولت و فشلت..
أنت لم تحاول.. أنت فقط اقتربت و عدت أدراجك..
لا تخبرنى أن الفتاة كانت مخطئة.. أنت من كنت مخطئًا بحق.. هل هناك من يمسك يد فتاته فى المرة الأولى التى يلقاها فيها ؟! ألم تتعلم فى المدرسة كيف (تتقل على الطبخة لحد ما تستوى) ؟!
ربما يكون هناك من يفعل.. لكن ليس كما فعلت أنت.. فأنت أمسكت يدها كأنما أمسكت بلص..
فضحت أمرك منذ الوهلة الأولى.. لقد جعلتها تعرف أنك حديث العهد بعصر الاتصالات..
الفتاة كانت تريد إنسانًا اتصل مئات المرات من قبل.. دليل قلبه ملىء بالأرقام.. و أنت دليل قلبك كان خالى كطريق سيمر فيه رئيس الجمهورية بعد ساعات..
حسنًا حسنًا.. لا تتذكر.. أعرف أن الأمر يثير لديك الضيق.. لكنها الحقيقة صدقنى..
انظر حولك فى الشارع و فى الطرقات ستعرف أنها الحقيقة..
انظر فى واجهات المحال التجارية على يمينك.. انظر فى زجاج السيارات السائرة فى نهر الطريق..
ألا تجد تشابهًا بين الدمى المعروض فوقها الملابس، و الدمى التى تقود السيارات ؟؟
هذه دمى لا تهتم بها لأنك تنظر فقط إلى الملابس التى فوقها.. الملابس التى تريد أن تعرف هل ستناسب جسدك هذا أم لا..
و من هم فى السيارات دمى لا تنظر إليها لأنك تنظر فقط إلى السيارات و تتمنى لو تمتلك مثلها لتريح قدميك من السير و قطع المسافات كل يوم و كل ليلة..
حتى أنت يا عزيزى..
دمية..
دمية لا تنظر إلى نفسها قط.. هل تعرف لماذا ؟
لأنك تخشى أن تفعل.. أو ربما لا تعرف كيف تفعل..
هل تملك مرآة..
لو لديك واحدة فأنصحك أن تنظر.. بالتأكيد لم تنظر لوجهك منذ عقود.. إنه لمريع.. كيف تحتمل الحياة بهذا الوجه ؟
من الذى أنبت هذا الشارب ؟
و لماذا تدلى طرفيه حول فمك كأنه يحاول أن يسده من كل الجهات ؟
لا تقل لى أنك حاولت تقبيل فتاتك بهذا الشارب.. فعلت ؟
اللعنة.. و تتساءلون لم يترككن و يهربن فى النهاية !!
فى المرة القادمة عليك أن تزيل هذه الأحراش..
سأدلك على ماكينة حلاقة تجعل شاربك لا ينمو بهذه السرعة.. و ربما لا ينمو مطلقًا..
بثلاث شفرات..الشفرة الأولى ستنقص منه النصف.. و الثانية ستزيله من فوق سطح الوجه.. و الثالثة ستنتزعه من منابته تمامًا..
ثلاث مراحل..
و تنتهى منه للأبد..
ثلاث خطوات
و يزول أثره البغيض..
لتنعم بكل شىء بعد ذلك..
مرحى.. ستتمكن أخيرًا من شرب العصير بلا شوائب.. و من تناول الطعام بلا مشكلات.. ستنتهى مشكلاتك مع فتاتك و سيصبح الطريق لشفتيها خاليًا.. بل و ربما أصبحت مطلوبًا كموديل لإعلانات..
صدق أو لا تصدق..
بثلاث شفرات فقط ستفعل كل هذا..
هل تظن أننى مندوب مبيعات يحاول أن يبيعك هذه الماكينة ؟
تقدم و فتشنى.. ستجد أننى لا أحمل أية ماكينة منهم..
تقدم و فتشنى إن أحببت..
لن تجد فى الجيب الأيمن سوى ميدالية مفاتيحى الفضية، و قلم رصاص..
تقدم و فتشنى إن كان هذا سيصيبك بالراحة..
لن تجد فى الجيب الأيسر فوق ما وجدت إلا ورقة أدون عليها بالقلم الرصاص ما أحب أن أدونه..
أنت لا تعرف من أنا.. و لا أنا أعرف من أنت..
لماذا إذن تهتم بتفتيشى ؟
لماذا إذن أخبرك أننى احتفظ بقلم و ورقة و ميدالية.. لا يوجد بها سوى مفتاح واحد فقط ؟
لماذا إذن استمعت لى و قفزت فى النيران و قبلها المياه ؟
لأنك أحببت أن تفعل.. و لأننى أردت أن أفعل..
هل تعرف ؟
إن الصلاحية الممنوحة لقلبك مدى الحياة ليست صلاحية دائمة.. إنها صلاحية مرهونة بتواجد قلبك نفسه.. و بتواجدك أنت من قبله..
لقد خُدعت يا صديقى.. إن الصلاحية مدى الحياة ليست كذلك..
و لا يزال الاتصال غير متاح أو مغلق.. و فى المرات التى انفتح فى وجهك الاتصال.. أعاقتك مسكة يد تعود ليد إنسان الكهف.. أو شارب غزير يخفى بداخله ما يمكن أن يختفى فيه..
الصلاحية مدى الحياة تكاد تنتهى..
حاول فى وقت لاحق..أو حاول الحصول على خط جديد..
لتحصل معه على صلاحية جديدة مدى الحياة..
لكن لا تنس ماكينة الحلاقة أرجوك..

هناك ٣ تعليقات:

samourai 4 ever يقول...

هيه هيه هيه انا اول واحدة حتسيب كومنت
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو
جامد جامد
هو مش مباشر خاااااااااااااااااااالص
بس اسلوبك تحفه
ماشاء الله
احنا دايما بنخدع نفسنا بصلاحيه مدى الحياه متخيلين ان الحياه دى ملكنا و احنا اللى بنحركها
و ممكن دة يكون صح
بس من غير الصلاحيه اللى مدى الحياه دى
الانسان دايما بيضيع منه فرص كتيييييييييييييييييير
و من كتر الناس لما بقه شبه بعض
و ذلك باستعمال الشفرات الثلاث
محدش عارف مين الكويس و مين الوحش
بس جميل انك تكون نفسك
لانك عايش مع نفسك دى كتير
و مش بسهوله تقدر تغيرها
حتى لو استعملت الثلاث شفرات
يا ريت اخويا تتحفنا بمواضيع من دى تانى كتير
عشان بتحسسنى انى قاطعه على الليله و فاهمه الدنيا ماشيه ازاى
و دمتـــــــــــــــــــــــــم

Mohamed Gameel يقول...

كعادتك تتقن التلاعب بلاكلمات يا صديقي .. لتخرج لنا بتحف ممتعة دائمًا..
ملاقيش عندك قلب بيزنيس يا عمور ..
اصل رصيدي مالحب نفذ ومش لاقي كريديت ..
دا غير ان الحب ابو كروت بقى مكلف جدًا..
تحياتي الدائمة لك..
وامتعنا دومًا..

أسماء علي يقول...

عمرو باشا
انا بجد لما قريتها اولا استمتعت
ثانيا ضحكت ساخرة
ثالثا السخرية بقت فيها مرارة ..
..
أسلوب مش طبيعي فعلا
القصة دي وهم .. وهم فعلا ..
برافوووووو ياعمرو ..

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...